صفات الشخص الصادق

خلق الصدق له أهمية ومكانة عظيمة في الإسلام، فقد دعت العديد من النصوص الشرعية إلى التحلي بهذا الخلق العظيم في القول والعمل، وحذّرت من الكذب، كما أنّ الصدق يُعزّز التواصل بين النّاس ويُقوّي روابط الأخوة والعلاقات بينهم، ويتميّز الشخص الصادق بالعديد من الصفات، ومن أبرزها ما يأتي:[١]


  • الأمانة الوفاء بالعهود والالتزام بالمواثيق، وصدق الله -تعالى- إذ يقول: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...).[٢]
  • الإخلاص في القول والعمل، وتحمّل المسؤولية.
  • التثبّت وعدم التحديث بكلّ ما يسمع أو نشر الإشاعات، لذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ).[٣]
  • الوضوح في الكلام، والثبات في القول، وغيرها من الأمور التي تجعل السامع مطمئناً لهذا الشخص، بينما الذبذبة والارتباك والتناقض من صفات الكاذبين التي لا يرتاح لها السامع.
  • الجرأة والشجاعة وقول الحقّ حتى لو كان الموقف صعباً، لأنّ الشخص الصادق واثقٌ أنّه يفعل الصواب، ولا يتردّد في قوله والثبات عليه، ولذلك عرّف بعض أهل العلم الصدق فقالوا: هو "القول بالحق في مواطن الهلكة".
  • الأخلاق الطيبة الكريمة، إذْ يتفرّع عن الصدق العديد من الأخلاق والصفات الحسنة، وأهمّها: الصبر، والرضا والقناعة، والرحمة، والأنس، والزهد، ونحوها من الصفات.
  • الشخص الصادق لا يكذب على الله -تعالى- ورسوله الكريم، ولا ينسب إلى الشّرع ما ليس فيه، ولا يقول ويُفتي بما لا يعلم، لذلك فالصدق مرتبطٌ بالإيمان ارتباطاً وثيقاً.
  • الحرص على نيل رضا الله -تعالى-، والتقرّب إليه بالقول والعمل، وطاعته واجتناب نواهيه، واتّباع نبيّه الكريم، والاقتداء به.[٤]
  • الحرص على صحبة الصالحين والصادقين، وتجنّب رفقة السوء ومخالطتهم إلا بقَدْر نصحهم ودعوتهم إلى الخير.[٥]
  • الإتقان في الأعمال الصالحة والأعمال الدنيوية، وأداء الحقوق كاملةً دون خِداعٍ ولا بخسٍ ولا ظلم.[٤]
  • النقاء وسلامة القلب، والمحبة الصادقة المجرّدة عن المنفعة والمصلحة.[٦]
  • التواضع، والحرص على نصح الآخرين بصدقٍ ومساعدتهم، وعدم إخفاء الحقيقة لإرضاء النفس أو الغير.
  • مطابقة أفعالهم لأقوالهم، فكلماتهم وأفعالهم هي نفسها.
  • الاعتذار عند الوقوع في الخطأ، والاعتراف بالتقصير، وإصلاح عيوبهم، وعدم الغرور والتكبّر على الآخرين.


ما يعين على اكتساب خُلق وصفة الصدق

ممّا يُعين على اكتساب خلق الصدق واستحضاره دائما في القول والعمل ما يأتي:[٧]

  • استحضار مراقبة الله -تعالى- للنفس، فقد قال -سبحانه-: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).[٨]
  • صحبة الصالحين والصادقين، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).[٩]
  • الحياء، لأنّه يمنع صاحبه عن كلِّ أمرٍ مشينٍ ومستقبحٍ شرعاً وذوقاً وعرفاً.
  • اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء بالتوفيق والإعانة على الصدق في كلّ الأمور، قال -تعالى-: (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا).[١٠]
  • تذكّر عذاب الكاذبين ووعيد الله -تعالى- لهم، واستحضار فضل الصدق وثمراته، وسيتمّ ذكر أبرز الفضائل والثمرات في المبحث التالي.


من فضائل وثمرات الصدق

إنّ للصدق العديد من الفضائل والثمرات العظيمة، وهي لا تُحصى في مقالٍ ولا كتاب، لِذا نذكر شيئاً منها فيما يأتي:[١١]

  • الصدق سببٌ للهداية ودخول الجنّة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا)،[١٢] وقد قال النووي معلِّقاً على الحديث: "حتى يكتب عند الله صديقاً: فيه إشارة إلى حسن خاتمة هذا الرجل".[١٣]
  • نيل رضا الله -تعالى-، واتّباع سنّة نبيّه الكريم، قال -تعالى-: (قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[١٤]
  • سلامة المعتقد من شوائب الشرك.
  • الهمة الكبيرة، والعزيمة القوية، وتلافي التقصير، وشغل العمر بالطاعات.
  • الثبات على الاستقامة، والتمسّك بالدين، وتجنّب المحرّمات والشبهات والشهوات.
  • القوة عند المحن والمواقف الصعبة، واستحضار أنّ الله مع الصادقين.
  • تجنّب مواطن الرّيب والشك، والشعور الدائم بالطمأنينة.
  • البركة والتوفيق في تعاملات الحياة.
  • الرقيّ إلى منزلة الصديقين والأخيار، قال -تعالى-: (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا).[١٥]

المراجع

  1. محمود محمد الخزندار، هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا، صفحة 435-440. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:23
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5، صحيح.
  4. ^ أ ب "أحمد عماري"، مكانة الصدق في الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. محمد علي الهاشمي، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، صفحة 133. بتصرّف.
  7. "الوسائل المُعِينة على الصدق"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
  8. سورة ق، آية:18
  9. سورة التوبة، آية:119
  10. سورة الإسراء، آية:80
  11. مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2607، صحيح.
  13. محمد صالح المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 8، جزء 2843. بتصرّف.
  14. سورة المائدة، آية:119
  15. سورة النساء، آية:190