إن عيدي الفطر والأضحى لهما مكانة خاصة لدى المسلمين، كيف لا وكل واحد منهما يأتي بعد موسم من الطاعة والعبادات؛ فعيد الفطر يكون بعد رمضان، وعيد الأضحى يأتي بعد الحج، وقد حثت التعاليم الإسلامية على الفرح والسرور وعمل الخير في العيدين، ولأن كل شيء يحتاج آدابًا وضوابطَ حتى يحقق القصد منه، وردت للعيدين آداب وضوابط يجب على المسلمين الالتزام بها، وسنعرض أهمها في هذا المقال.
1. النية الطيبة
قبل البدء بتطبيق أي أدب من آداب العيد لا بد للمسلم من استحضار النية بالخير في هذا العيد، من الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلة الأرحام، وإدخال الفرح والسرور إلى قلوب الأهل والأقارب والمسلمين، فالنية الصالحة هي أساس كل عمل، كما أن استحضارها يعين المسلم على الالتزام بالأعمال الخيرة. [١]
2. الاغتسال قبل صلاة العيد
إذ إن بهجة العيد وفرحته تقتضي أن يظهر الجميع بشكل نظيف وجميل، لذلك يجب الاغتسال قبل الخروج إلى صلاة العيد مع التطيب والتزين للرجال، والاكتفاء بالاغتسال ولبس الملابس الجميلة الساترة للنساء. [٢]
3. خروج النساء والأطفال إلى الصلاة
يسن خروج النساء والأطفال إلى صلاة العيد ليشهدوا الفرحة مع المسلمين، ويشمل ذلك جميع النساء حتى الحيّض منهم، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يَخْرُجُ العَوَاتِقُ وذَوَاتُ الخُدُورِ، أوِ العَوَاتِقُ ذَوَاتُ الخُدُورِ، والحُيَّضُ، ولْيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، ودَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ، ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى". [٣][٤]
4. الأكل قبل صلاة الفطر وبعد صلاة الأضحى
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يأكل قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر، وقد قال أنس بن مالك: "كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ" [٥]، والعلة من ذلك هي الإشعار بالفطر وانتهاء الصوم، أما في عيد الأضحى فيسن الأكل من الأضحية بعد الصلاة. [٢]
5. التكبير
والتكبير من السنن العظيمة التي يجب الحرص عليها، فقد قال الله عز وجل: "وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" [٦]، ويكون التكبير في عيد الفطر من ليلة العيد إلى وقت بدء الصلاة، أما في عيد الأضحى فيبدأ من فجر يوم عرفة وينتهي عند غروب شمس آخر أيام التشريق، وإن صيغة التكبير التي تصدح بها مآذن المساجد هي: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد). [٤]
6. مخالفة الطريق
ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يغير طريق عودته من صلاة العيد، وقد قال جابر بن عبد الله: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ" [٧]، لذلك يسن أن يعود المسلم من صلاة العيد من طريق غير التي قدم منها. [١]
7. التزاور وصلة الأرحام
إذ يسن في العيد رؤية الأهل والأقارب وتهنئتهم، وإظهار الفرح والسرور، لأ، العيد من شعائر الله وقد قال فيها عز وجل: "ذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" [٨]، وتُظهر هذه الآية أننا مأمورون بالفرح والسرور في العيد كما نؤمر بالصلاة والصيام. [١]
المراجع
- ^ أ ب ت "في آداب وأحكام العيدين"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
- ^ أ ب "آداب العيد"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم:324.
- ^ أ ب "سنن وآداب العيد"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:953.
- ↑ سورة البقرة، آية:185
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:986.
- ↑ سورة الحج، آية:32