حث الإسلام على طلب العلم ورغب فيه، لدرجة أنه جعل أهل العلم أعلى مرتبة من غيرهم؛ لما لهم من فضل على غيرهم، وقد قال الله عز وجل في كتابه عن ذلك: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" [١]، وفي ذلك ربط للعلم بالإيمان بالله وخشيته، وهذا يدل على أن العلم وطلبه أمر عظيم، ولأنه كذلك يجب أن تتوفر مجموعة من الآداب في طالب العلم حتى يتناسب سلوكه وأخلاقه مع العلم الذي يطلبه، ولإيضاح تلك الآداب سنعرض أبرزها في هذا المقال.


1. إخلاص النية لله عز وجل

فالنية هي أساس كل عمل كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ" [٢]، لذلك يجب أن يحرص طالب العلم في المقام الأول على أن يتوجه بقلبه وجوارحه لله عز وجل في طلب العلم، كي يكون كل تعبه وكده لله؛ فهذا يكسبه الأجر إلى جانب العلم الذي يطلبه، ومن تمام إخلاص النية في طلب العلم أن ينوي الطالب رفع الجهل عن نفسه ليعرف الله ويعبده على بصيرة. [٣]


2. الصبر

إذ إن طلب العلم ليس أمرًا هينًا بل هو مجهد، لذلك فإنه يحتاج الكثير من الجهد، وهذا يقتضي الصبر بالضرورة للوصول إلى العلم المطلوب، وإن طالب العلم الذي لا يتحلى بالصبر إما أنه لا يصل إلى ما يريد، وإما أن يصل ولكن بأخلاق لا ترقى أن تكون في طالب علم كالتكبر وسرعة الغضب. [٤]


3. تطبيق العلم والعمل به

فالعمل بالعلم هو الثمرة الناتجة عنه، ومن الصعوبة أن يفصل طالب العلم بين سلوكه وبين ما يتعلمه؛ لأنه يتأثر تأثرًا كبيرًا بهذا العلم، لذلك يجب أن يحرص طالب العلم على طلب العلم النافع سواء أكان دينيًّا أم دنيويًّا، وأن يبتعد تمام الابتعاد عن أي علم فيه شعوذة أو أذى أو خرافات، ومن الأدلة على تأثر سلوك الطالب بالعلم الذي يدرسه تأثر طلبة اللغات؛ فنجد دارس اللغة العربية يميل لسانه إلى التحدث بالعربية الفصيحة، بينما طالب اللغة الإنجليزية نجده يُدخل في حديثه بعض الكلمات الإنجليزية. [٤]


4. احترام الآراء المخالفة

ومن تلك الآراء كل ما يدخل في المسائل الخلافية أو الآراء الشخصية والاجتهادات التي لم يرد فيها نصّ قطعيّ، وإذا لم يتحلّ طالب العلم بهذا الأدب فبئس طالب العلم هو، إذ إن العلوم تمنح سعة التفكير وسعة الخيارات أيضًا، لذلك من الضروري تقبل الآراء المخالفة واحترامها كي يحافظ طالب العلم على الأخلاق التي تليق برتبته. [٥]


5. التأدب مع المعلم

ولا يمكن لطالب العلم أن يصل إلى ما يريده وهو لا يحترم معلمه ويجله، خصوصًا وأن معلم العلم أعلى رتبة من طالبه، وهذا ما يدركه طالب العلم ويؤمن به، ويجب عليه العمل به أيضًا، وإن من لا يحترم معلمه لا يرقى إلى أن يطلق عليه لقب طالب علم، فهذا الأدب من أساسيات طلب العلم التي لا يصح طلبه إلا بها، فلنا أن نتخيل طالبًا لا يحترم معلمه كم سيكون سلوكه سيئًا وغير مقبول، بعكس الطالب الذي يحترم معلمه سنجده طالبًا طبيعيًّا وحسن الأخلاق. [٤]


المراجع

  1. سورة فاطر، آية:28
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1.
  3. "آداب طالب العلم"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "ما هي آداب طالب العلم؟"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
  5. العلم **/آداب طالب العلم/i190&d95435&c&p1 " آداب طالب العلم"، نداء الإيمان. بتصرّف.