مفهوم الصدق

بيان تعريف الصدق في اللغة والاصطلاح كما يلي:[١]


الصدق لغة

الصدق مصدر من الفعل صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْداقًا، فيقال: صَدَّقه: أي قَبِل قولَه، وصدَقَه الحديث: أي أَنبأَه بالصِّدْق، ويقال: صَدَقْتُ القوم. أي: قلت لهم صِدْقًا وتصادقاً في الحديث وفي المودة.


الصدق اصطلاحاً

الصدق هو نقيض الكذب، وهو الخبر عن الشيء على ما هو به، ومطابقة القول بما في الضمير والمخبَر عنه معاً، كما ويعدّ الصدق من الأخلاق الحميدة في الإنسان، فهو من الأخلاق المحمودة والحسنة التي دعا إليها الإسلام وحثّ على التحلّي بها؛ بل إنه من أفضل الصفات الإنسانية على الإطلاق؛ لأن الصدق من أهم الدعائم التي تستقيم بها حياة الفرد، وتصلح بها العلاقات الاجتماعية، وتقوى بها الروابط بين الناس في المجتمع، فهو لبنة صالحة في بناء المجتمع الإنساني.[٢]


أنواع الصدق ومجالاته

تتعدد مجالات الصدق وأنواعه إلى ما يلي:[٣]


الصدق في النية والقصد

يكون الصدق في النية والقصد بإخلاص النية لله -عزّ وجلّ-، في كل طاعة وعبادة، وفي كل عمل صالح يتقرّب به إلى الله -تعالى- ويبتغي به وجهه -جلّ وعلا-، فلا بدّ أن يكون القلب صافياً نقياً من كل شائبةٍ تُخرجه عن الإخلاص المشروط لقبول العمل، فلا يكون فيه قصد الجاه والمحمدة والثناء، فإن ذلك يحقق الصدق في القصد والإخلاص في النية فيؤدي إلى عزيمةٍ صادقةٍ وإرادةٍ ماضيةٍ وقوية.


الصدق في القول

يكون الصدق في القول بالابتعاد عن القول الباطل، ومجانبة كافة أنواعه وصوره؛ كالكذب، والشتم، والسبّ، واللعن، والغيبة، والنميمة، ونحوه، فيبتعد عن آفات اللسان ولا ينطق بها، فإن كان الإنسان ممن يدعو إلى الله -تعالى- فإن دعوته للناس تكون عن فهمٍ وعلمٍ، وفقهٍ وبصيرةٍ، ومعرفةٍ للحق، وصدقٍ للأخبار والأمثال، من غير غشٍّ وخداعٍ وتدليسٍ.


الصدق في العمل

يكون الصدق في العمل بمطابقة الأعمال للأقوال والحق الذي يدعو إليه، فيحرص على أن يفعل ما يقوله ويدعو إليه وما يوافق الحق، حيث قال الله -تعالى- فيهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)،[٤] فلا يكون من الذين يقولون ما لا يفعلون، أو من الذين يفعلون ما يخالف أقوالهم.


فضل الصدق

للصدق فضائل عظيمة، من أهمها ما يلي:[٥][٦]


الصدق من صفات أهل الإيمان

قال الله -تعالى- فيهم: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ...أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).[٧]


الصدق سبب في دخول الجنة والنجاة من النار

قال -تعالى-: (قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).[٨]


الصدق علامة انتفاء النفاق

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ...).[٩]


الصدق سبب للراحة وطمأنينة النفس

قال -صلى الله عليه وسلم-: (دع ما يَريبكَ إلى ما لا يَريبُكَ ، فإنَّ الصِّدقَ طُمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ).[١٠]


الصدق سبب للبركة في الرزق

قال -صلى الله عليه وسلم-: (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا -أوْ قالَ: حتَّى يَتَفَرَّقا- فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَما وكَذَبا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما).[١١]


الصادق من أفضل الناس

جاء في الحديث: (قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أيُّ الناسِ أفضلُ قال كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ..).[١٢]


المراجع

  1. "معنى الصدق لغةً واصطلاحًا"، الدرر السنية موسوعة الأخلاق، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 394. بتصرّف.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، الخلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 42-44. بتصرّف.
  4. سورة الصف، آية:2
  5. "فضائل وفوائد الصدق في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.
  6. "فوائد الصدق ومفاسد الكذب"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 31/7/2022. بتصرّف.
  7. سورة الأحزاب ، آية:35
  8. سورة المائدة، آية:119
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:33، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن الحسن بن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2518، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حكيم بن حزام، الصفحة أو الرقم:2079، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3416، صحيح.