جاء النبي صلى الله عليه وسلم متممًا لمكارم الأخلاق، فوضع الأخلاق والعادات القبيحة في زمن الجاهلية، وحثّ ورفع من قدر العادات الحسنة في المجتمع، وسعى لتنميتها وتربية المجتمع الإسلامي عليها، وزرعها في المبادئ والقيم في قلوب الأفراد، فكان النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا وقدوةً عملية للصحابة رضي الله عنهم في التحلي بالأخلاق الحسنة، وقد كان صلى الله عليه وسلم قبل بعثته يسمى بالصادق الأمين وظل كذلك بعد بعثته، فكان في سيرته العطرة ذو خلق عظيم، وقد وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بقولها: "كان خلقه القرآن"،[١] ومن نحو هذه الأخلاق والصفات التي تحلى بها النبي صلى الله عليه وسلم وحث الصحابة عليها هي التواضع، فما هو التواضع؟ وما هي صفات المتواضع؟ سنعرض الإجابة عن ذلك في هذا المقال.[٢]


صفات المتواضع

التواضع هي صفة اللين، وترك الكبر في معاملة الناس، وهو خلق إسلامي عظيم حثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحلى به كذلك، وتنعكس هذه الصفة على صاحبها، لذلك يحمل المتواضع صفات عديدة في جميع جوانب حياته، ويمكننا عرض أبرز تلك الصفات على النحو التالي:[٣]


صفات المتواضع من الناحية العقلية

يعرف المتواضع قدر نفسه، فلا يجعلها بمقام أعلى منه فيدخل في قلبه الكبر، ولا ينزل من مقامه فيختلط عليه التواضع والمهانة في نفسه، ولا يوجد أفضل من أن يدرب الإنسان نفسه على التواضع بسؤال نفسه عن حجمه مقارنة بهذا الكون الشاسع الذي خلقه الله عز وجل؟ وما هي قدرته؟ وما ذلك إلا هبة من الخالق له ليشكره عليها لا ليتكبر بها على الغير.[٣]


صفات المتواضع من الناحية النفسية

يدرك المتواضع أن الإنسان المتكبر يحمل في جوفه شيئًا قبيحًا، فكيف لهذا الإنسان أن يتكبر ويتعالى؟ فالإنسان ضعيف، وإذا مر عليه الدهر تصير قوته إلى الضعف، وعافيته إلى المرض والعجز، ومن غير المنطقي أن يغتر بشيء من نفسه وهو يعرف أنه زائل.[٣]


صفات المتواضع من الناحية الإيمانية

يؤمن المتواضع أنه عبد خاضع لله عز وجل، وأن الكبر لا يليق إلا به سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل في الحديث القدسي: "الكبرياءُ ردائي فمنْ نازعني ردائي قصمتُه"،[٤] لذلك يحذر من أن يكون في قلبه شيء من الكبر الذي يهوي به في نار جهنم.[٣]


فضل التواضع وآثاره

للتواضع آثار تنعكس على العبد على النحو التالي:[٥]

  1. دليل على محبة الله عز وجل للعبد بأن يكون متواضعًا.
  2. طريق لرضا رب العالمين والفوز بجنته.
  3. مدخل لسعادة العبد في الدنيا والآخرة.
  4. وسيلة تقرب العبد لربه وتوثق صلته به، وكذلك تقوي صلة العبد بالناس، إذ تكسر حواجز البعد والضغينة التي يصنعها التكبر.
  5. محقق للبركة في الرزق من المال والولد.
  6. سبيل للوصول إلى حفظ الله عز وجل ورعايته، وهو الطريق الآمن يوم القيامة من عذاب الله وسخطه.
  7. دليل على الأخلاق الحسنة، وتمهيد لحسن الختام.

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4811، صحيح.
  2. "خطبة: كان خلقه القرآن"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "التواضع من محاسن الأخلاق الإسلامية "، الألوكة الشرعية . بتصرّف.
  4. رواه محمد جار الله الصعدي ، في النوافح العطرة، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:222، صحيح.
  5. "فضل التواضع"، طريق الإسلام . بتصرّف.