إن دين الإسلام حثنا على التواضع وعدم التكبر، وإن الالتزام بهذا يؤدي الى انتشار المحبة والمودة والتعاون بين الناس، إذ إن الله سبحانه وتعالى دعانا إلى التعاون على الخير والتقوى، وفي مقالنا هذا سنتحدث عن التكبر والمتكبر وصفاته.


صفات المتكبر

يعرف التكبر في اللغة بأنه الاستعلاء، أما في الاصطلاح فهو ظن الشخص بأنه أفضل من الناس، وبناءً على ذلك الظن فإنه يستهين بالناس ويقلل منهم، وبهذا يبتعد المتكبر عن صفة التواضع،[١] ويجد العديد من صفات المتكبر التي يمكننا أن نميزه من خلالها، وفيما يأتي ذكر لأهمها:[٢]

  1. رد الحق، أي عدم الأخذ به وإنكاره، فإذا قال له أحد شيئًا يعرف أنه صحيح فإنه يظهر أنه لا يصدقه؛ استعلاء على صاحبه.
  2. احتقار الناس وعدم احترامهم، ومن ذلك أن يحب أن يقف الناس له عند قدومه.
  3. تفضيل السير أمام الناس في حال وجوده ضمن مجموعة.
  4. الامتناع عن زيارة أو مرافقة إلا من تعجبه صفاته.
  5. عدم تقبل الجلوس بجانب عامة الناس أو بالقرب منهم؛ لاعتقاده أنهم ينافسونه في المنزلة.
  6. تجاهل مجالسة الأشخاص الضعفاء والمرضى والامتناع عن محادثتهم.
  7. كثرة التأمر على أهل البيت والامتناع عن خدمة الذات.
  8. الترفع عن خدمة أهل البيت وإحضار ما يلزمهم من حاجيات.
  9. الامتناع عن لبس أي شيء من الملابس رخيصة الثمن.
  10. الامتناع عن مساعدة الفقراء الذين يطلبون المساعدة منه.
  11. عدم تلبية حاجات الأقارب أيًّا كان نوعها.
  12. الامتعاض من تقدم أحد عليه في الجلوس أو السير.
  13. عدم الاعتراف بالخطأ المرتكب أيًّا كان.


ذم الكبر والنهي عنه

في هذا العنوان سنتحدث عن ذم الكبر والنهي عنه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:[٣]


1. ذم الكبر والنهي عنه في القرآن الكريم

  • إن التكبر أول سبب لعصيان الله عز وجل، إذ امتنع إبليس عن السجود لسيدنا آدم بسببه، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ".[٤]
  • إن صفة التكبر كانت سببًا من أسباب هلاك الأمم السابقة، إذ إن قوم سيدنا نوح عليه السلام منعهم التكبر من الاستجابة لدعوته إلى الله سبحانه وتعالى، ومنعهم من الاستماع لفطرة الإيمان، وقد ظهر ذلك في قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا".[٥]
  • إن الكبر سبب من أسباب الامتناع عن الإيمان بالله تعالى والابتعاد عنه، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ، يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيم".[٦]


2. ذم الكبر والنهي عنه في السنة النبوية الشريفة

وردت أحاديث كثيرة في النهي عن التكبر، ومنها حديث يبين أن المتكبر لا يدخل الجنة، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ".[٧]


المراجع

  1. " معنى الكِبْر لغةً واصطلاحًا"، الدرر السنية. بتصرّف.
  2. "السمات المميزة للمتكبرين"، إسلام ويب. بتصرّف.
  3. "الكبر والتكبر والخيلاء"، الألوكة . بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:34
  5. سورة نوح، آية:7
  6. سورة الجاثية، آية:7-8
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:91.