ثمرات الحياء

خُلُق الحياء من أطيب الأخلاق وأجمل الصفات، فهو يكفّ صاحبه عمّا لا يليق، ويدعوه إلى فعل الخير، وهو خصلةٌ حميدة تدلّ على مروءة صاحبها، وصدق رسول -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (الْحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ)،[١] ونذكر فيما يأتي أبرز ثمرات وفضائل الحياء:

  • الوقاية من المعاصي والذنوب

من ثمرات الحياء أنّه يصرف صاحبه عن الوقوع في المعاصي والمنكرات؛ لأنّه يستشعر رقابة الله -تعالى- له ويُعظّم قدره في نفسه، فيستحي منه، ولذلك كان بعض الصحابة يُعاتب أخاه فيقول له: "قد أضرّ بك الحياء"، وهذا يعني أنّ الحياء زينة المؤمن، ولا يأتي إلا بخير، ويقطع صاحبه عن الذنوب، ويقيه من المعاصي، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما كانَ الفُحشُ في شيءٍ إلَّا شانَهُ، وما كانَ الحياءُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ).[٢][٣]


  • مفتاحٌ عظيمٌ للخير

إنّ الحياء مفتاحٌ لكلّ خير، ومِغلاقٌ لكلّ شر، وتأكيداً على ذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحَياءُ لا يَأْتي إلَّا بخَيْرٍ)،[٤] وقد قال أيضاً: (إنَّ ممَّا أدْرَكَ النَّاسُ مِن كَلامِ النُّبُوَّةِ، إذا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصْنَعْ ما شِئْتَ).[٥][٦]


  • تهذيب النفس

حيث إنّ الحياء يدلّ على صلاح صاحبه، ويُرجى له الفلاح إن أخلص في ذلك لله -تعالى-، لأنّ الحياء من أمّهات مكارم الأخلاق،[٧] كما أنّ الحياء يكسو صاحبه بالأدب والوقار، فلا يفعل ما يُخلّ بوقاره ومروءته، ويتجنّب أذيّة غيره.


  • من أسباب الفلاح

حيث إنّ الحياء يؤمّن صاحبه يوم القيامة، وهو سببٌ لدخول الجنة، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (الحياءُ من الإيمانِ، والإيمانُ في الجنةِ، والبَذاءُ من الجفاءِ، والجفاءُ في النارِ).[٨]


  • من ثمراته الأخرى:[٩]
  • يجعل صاحبه يقبل على الله -تعالى- بحبٍّ وإخلاصٍ وصفاء سريرة.
  • يستر الله -تعالى- صاحب هذا الخلق في الدنيا والآخرة.
  • يُجنّب المسلم فضائح الدنيا والآخرة.
  • يُكسب صاحبه محبّة النّاس ومودّتهم.
  • يدعو صاحبه إلى فعل الخير والمعروف واجتناب المنكر.


فضائل الحياء

خلق الحياء من الأخلاق العظيمة التي حثّ عليها الله -تعالى- ونبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ولمّا كان له شأنٌ عظيم وفضل كبيرٌ في الإسلام ربط النبي الكريم بينه وبين الإيمان في العديد من الأحاديث، ولعلّ من أبرز فضائل الحياء ما يأتي:


صفةٌ من صفات الله تعالى

الحياء صفةٌ من صفات الله -تبارك وتعالى-، ولم لم يكن لهذا الخُلق الرفيع إلا هذه الميّزة لكفى، فقد وصف الله -سبحانه- نفسه بالحيي الستّير، فرغم أنّ ذنوب عباده تُرفع إليه إلا أنّ رحماته تتنزّل عليهم، وشرّهم يصعد إليه وخيره نازلٌ علينا، يُنعم بخيره على النّاس وهو الغني عنهم، وإذا رفع العبد يده يتضرّع إليه تائباً صادقاً عفا عنه وغفر له، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ).[١٠][١١]


شعبةٌ من شعب الإيمان

الحياءُ شعبةٌ من شعب الإيمان، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ شُعْبَةً، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ)،[١٢] وقال: (الحَياءُ مِنَ الإيمانِ)،[١٣] وسبب هذه العلاقة بين الحياء والإيمان هو أنّ خُلُق الحياء يدعو صاحبه إلى القيام بجميع شعب الإيمان، ويحثّه على الصلاح وفعل الخير والأخلاق الحسنة، فيكون أثراً من آثار الإيمان.[١٤]

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:37، صحيح.
  2. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1974، حسن غريب.
  3. سليمان العودة، شعاع من المحراب، صفحة 88، جزء 12. بتصرّف.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:6117، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبي مسعود عقبة بن عمر ، الصفحة أو الرقم:3484، صحيح.
  6. نوال العيد، موسوعة شرح أسماء الله الحسنى، صفحة 348، جزء 3. بتصرّف.
  7. عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير، صفحة 355، جزء 1. بتصرّف.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2009، حسن صحيح.
  9. مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 217، جزء 1. بتصرّف.
  10. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم:3556، صححه الألباني.
  11. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 266، جزء 6. بتصرّف.
  12. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:35، صحيح.
  13. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:36، صحيح.
  14. عبد الله بن صالح الفوزان، منحة العلام في شرح بلوغ المرام، صفحة 331، جزء 10. بتصرّف.