كيف تكون صلة الرحم
الأرحام هم أحقّ النّاس بالإحسان والصِّلة والاهتمام، وصدق الله -تعالى- إذ يقول: (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[١] وتكون صلة الرحم بما تعارف عليه الناس واتّبعوه، فما كان في العرف صِلة فهو كذلك، وما كان قطيعة وتعارف الناس عليه فهو قطيعة، وصِلة الرّحم تارة تكون بالزيارة، وتارة تكون بسدّ الحاجة أو المساعدة بالمال، أو غير ذلك،[٢] ونذكر في النّقاط الآتية كيفية صلة الرّحم بشيءٍ من التفصيل:[٣]
- الدعاء بظهر الغيب: فيدعو المسلم لنفسه ولِرَحِمِه، وأوْلى النّاس بالدعاء الوالدين، والدعوة بظهر الغيب مستجابة إن شاء الله، وهي من أفضل ما يقدّمه المسلم لأخيه المسلم.
- الصدقة والمساعدة المالية: فيأخذ المسلم أجرين؛ أجر صدقته وأجر الصلة، ويحرص على إعطاء الصدقة على وجه السريّة حتى لا يُحرج رَحِمَه، وهذا في حقّ غير الوالدين من الأرحام، أما الوالدان الفقيران فالنفقة عليهما واجبة.
- صلة المُقاطع منهم: لذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليسَ الواصِلُ بالمُكافِئِ، ولَكِنِ الواصِلُ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصَلَها).[٤]
- الزيارة وتفقّد أحوالهم: فهي تُدخل السرور إلى قلوب الأرحام، ويُشعرهم ذلك بقرب واصل الرّحم إليهم.
- الخدمة ودفع الضرر عنهم: ويكون ذلك بمساعدتهم ومعاونتهم، وسدّ حاجاتهم، وتقديم المال لهم إن لزم الأمر بقدر الاستطاعة.[٥]
- التناصح: وذلك بمساعدتهم بالرأي والمشورة لمن كان أهلاً لذلك، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر.
- التودّد إليهم: ويكون ذلك بالبشاشة في وجوههم والرّفق بهم، وبكلّ عملٍ يُدخل السرور إلى قلوبهم.
- المكاتبة والتواصل الهاتفي: بإرسال رسائل الاطمئنان، والتحدّث مع الأقارب، خاصّة لمن كان مغترباً منهم في بلدٍ أخرى.
الفضائل التي تعود على واصل الرّحم
إنّ لصلة الرّحم فضائل عظيمة تعود على المسلم بالخير والنفع والسعادة، ونذكر أبرز هذه الفضائل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فيما يأتي:
فضل صلة الرحم في القرآن
ذكر الله -سبحانه- أهمية صلة الرحم في القرآن في العديد من المواضع، وأمر بالإحسان إليهم، وحذّر من قطيعتهم، وربط التقوى بصلة الرحم في قوله -تعالى-: (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ)،[٦] وصلة الرحم سببٌ للإصلاح في الأرض، لِذا حذّر الله من قطيعتهم فقال: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ).[٧][٨]
كما أنّ صلة الرحم سببٌ لفلاح العبد ورضا الله -تعالى- عنه، قال -سبحانه-: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)،[٩] ومَن يحرص على هذا الأمر فهو يمتثل أمر الله -عز وجل- القائل في كتابه: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى).[١٠][٨]
فضل صلة الرحم في السنة
دلّت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة على الفضائل العظيمة لواصل الرحم، ونذكر أبرزها فيما يأتي:
- صلة الرّحم سببٌ للبركة في رزق وحياة المسلم، ويدل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).[١١]
- الله -عز وجل- يصل مَن يحرص على صلة رحمه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حتَّى إذا فَرَغَ مِن خَلْقِهِ، قالتِ الرَّحِمُ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى يا رَبِّ، قالَ: فَهو لَكِ).[١٢]
- صلة الرحم من علامات الإيمان، لِذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).[١٣]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ سورة الأنفال، آية:75
- ↑ "صِفةُ صِلةِ الرَّحِمِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2022. بتصرّف.
- ↑ "فضل صلة الرحم في القرآن الكريم والسنة النبوية"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 27/12/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5991، صحيح.
- ↑ خالد الخراز، موسوعة الأخلاق، صفحة 358. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:1
- ↑ سورة محمد، آية:22
- ^ أ ب خالد الخراز، موسوعة الأخلاق، صفحة 348-350. بتصرّف.
- ↑ سورة الروم، آية:38
- ↑ سورة النحل، آية:90
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5985، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5987، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6138، صحيح.