تعرف العقيقة بأنها الذبيحة التي تذبح عن المولود ذكرًا كان أم أنثى، وهي سنة مؤكدة ثبتت مشروعيتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في سؤاله عن العقيقة: "عَنِ الغُلامِ شَاتَانِ، وعَنِ الجَارِيَةِ واحدةٌ، لا يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كُنَّ أمْ إِناثًا"،[١]

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن ألا تكون العقيدة مقيدة بيوم محدد في حال وجود مشقة في ذلك، فلا ضير إن كانت في أي وقت يكون فيه الحال ميسورًا، وإن الذي يؤدي العقيقة هو الملزم بالنفقة على المولود، كما يوجد شروط وأحكام للعقيقة سنتحدث عنها في مقالنا هذا.


شروط العقيقة

حتى تكون العقيقة مقبولة، يجب توفر مجموعة من الشروط فيها، وفيما يأتي توضيح لها:


1. يشترط في العقيقة ما يشترط في الأضحية

وهو القول الراجح بين العلماء، أي يجب أن تكون العقيقة خالية من العيوب؛ فلا تكون ناقصة، أو بها عيب من العيوب الجسدية كالعرج والعور،

ولا يجب جز صوفها لبيعه، أو بيع لحمها، بل يجري في حكمها ما يجري في الأضحية؛ وهو تحريم بيعها، إنما فقط تكون مخصصة لغاية الصدقة وإطعام الأهل.[٢]


2. أن تكون العقيقة من الأنعام

أي من البقر والضأن والمعز والإبل، فلا يصح أن يعق الرجل بغير ذلك، كأن يذبح دجاجة أو أرنبًا أو ما يشابه ذلك، ويشترط تحديد عمر العقيقة على النحو التالي:[٢]

  • الإبل: يجب أن يكون عمرها خمس سنوات.
  • البقرة: يجب أن يكون عمرها سنتين.
  • المعز: يجب أن يكون عمرها عامًا.
  • الضأن: يجب أن يكون عمرها ستة أشهر.


واختلف بعض العلماء في تحديد ما يعقُ به الرجل استنادًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعقّ إلا من الضأن أو الماعز، فقالوا إن العقيقة يجب أن تكون من الضأن أو الماعز شاة أو كبشًا وعلى نحو ذلك، في حين ذهب العلماء إلى أنه يجوز في العقيقة ما يجوز في الأضحية من إبل وبقر.[٣]


الحكمة من مشروعية العقيقة

بعد ثبوت مشروعية العقيقة وبيان شروطها، لا بد من التحدث عن الحكمة من تشريعها لنا:[٤]

  1. نيل الأجر في الدنيا والآخرة، فالعقيقة عمل يحتسب فيه الأجر في الآخرة، وينال به الخير في الدنيا؛ من تحقيق للتكافل بين أفراد المجتمع، ومشاركة الطعام فيما بينهم في هذه المناسبات.
  2. التقرب لله عز وجل، فالعقيقة في حقيقتها شكر للخالق على ما وهب من نعم، وطلب بأن يديم عز وجل النعمة والفضل، وأن ينبت المولود نباتًا حسنًا، وأن يجعله بارًّا ومحسنًا.
  3. إظهار الفرح والسرور بإقامة شعيرة من شعائر الله، وإحياء سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.
  4. بيان مكانة الغلام في قلب والده المضحي عنه، فيقيم له العقيقة فرحًا وسرورًا، وشكرًا لله على نعمه.
  5. إشهار بقدوم المولود وتعريف به، وبيان لتكفل والده بنشأته ورعايته.


المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم كرز الخزاعية الكعبية ، الصفحة أو الرقم:1516، حسن صحيح.
  2. ^ أ ب "أحكام العقيقة"، إسلام ويب . بتصرّف.
  3. حسام الدين عفانة، كتاب المفصل في أحكام العقيقة، صفحة 76. بتصرّف.
  4. عبيد بن سالم العمري، حكم العقيقة، صفحة 2850 - 2855. بتصرّف.