تعد الأضحية سنة مؤكدة يسن الأخذ بها في عيد الأضحى، وذلك بذبح واحدة من الأنعام خلال الفترة الممتدة من اليوم الأول للعيد إلى آخر أيام التشريق، وللأضحية أحكام لا تصح الأضحية إلا بها، كما أن لها آدابًا تزيد من إحسان المسلم المضحي، وتجعل من سنة الأضحية فعلًا راقيًا تراعى فيه الجوانب جميعها، وقبل تطبيق الآداب الواردة في الأضحية يجب الاطلاع عليها بالتفصيل في هذا المقال. [١]


1. عدم قص الأظافر أو الشعر

وذلك من الليلة الأولى لشهر ذي الحجة إلى حين الذبح، وقد ورد ذلك في نص صريح في الحديث المروي عن أم سلمة: "مَن كان له ذِبْحٌ يذبَحُه فإذا أهَلَّ هلالُ ذي الحجَّةِ فلا يأخُذْ مِن شَعرِه ولا مِن أظفارِه حتَّى يُضَحِّيَ" [٢]، وفيما يأتي تفصيل للأحكام الواردة في ذلك: [٣]

  • في حال أخذ المضحي من شعره وأظافره ناسيًا أو جاهلًا فلا إثم عليه، وهذا الحكم خاص بمن أراد أن يضحي لا بمن يُضحّى عنه.
  • من أراد أن يضحي وأخذ من شعره أو أظافره متعمدًا فعليه أن يتوب إلى الله ولا يكرر فعلته، ولا تترتب عليه كفارة، كما أن ذلك لا يمنعه من الأضحية كما يظن البعض.
  • من عقد النية بالأضحية بعد انقضاء الأيام الأولى من شهر ذي الحجة، وكان قد أخذ من شعره وأظافره فلا حرج ولا إثم عليه؛ لأنه فعل ذلك قبل عقد النية.
  • في حال وكّل المسلم فردًا أو جهة لتضحي عنه عليه أن يمتنع أيضًا عن الأخذ من شعره وأظافره.
  • في حال كانت المضحية امرأة فإنها تمتنع أيضًا عن الأخذ من شعرها وأظافرها ولا حرج عليها في الشعر الذي يسقط بغير قصد أو عند التمشيط.


2. الذبح بعد صلاة العيد

وهذا من أحكام الأضحية، ولا يجوز الذبح قبل الصلاة، وقد ورد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ فإنَّما ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، ومَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وأَصابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ" [٤]، فالأضحية لها وقت محدد لا تجوز قبله ولا بعده، ووقتها ممتد من بعد صلاة العيد إلى غياب شمس الثالث عشر من ذي الحجة، أي ما مجموعه أربعة أيام. [٥]


3. الذبح بسكين حادة

وذلك من الإحسان في الذبح، ولتخفيف ألم الأنعام المذبوحة، وقد قال في ذلك صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلةَ وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحةَ وليُحدَّ أحدُكم شَفرتَه وليُرحْ ذبيحتَه" [٦]، ومن الإحسان في الذبح أن تكون السكين حادة جدًّا بما يضمن الذبح مع الضربة الأولى، ومن الضروري تجنب حد السكين وشحذها أمام الأضحية؛ لأن هذا يتسبب بإخافتها، وقد ورد عن رسول الله أنه قال لرجل أضجع شاته وهو يحد السكين: "أُتريدُ أن تُميتَها موْتتَيْن هلَّا أحدَدْتَ شِفرتَك قبل أن تُضجِعَها" [٧]، ومن الآداب أيضًا التعامل مع الأضحية برفق عند إضجاعها لذبحها، كما يجب ألا تنظر الشاة إلى الأخرى عند الذبح؛ لما في ذلك من إخافة لها، بل يجب ذبح كل أضحية بعيدًا عن الأخرى. [٣]


4. التسمية والتكبير

يسن عند الذبح التكبير والتسمية، وهذا مأخوذ من الحديث الذي رواه أنس بن مالك: "ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ يُسَمِّي ويُكَبِّرُ" [٨].


5. الأكل من الأضحية والتصدق ببعضها

لا بد للمضحي من أن يأكل من أضحيته، وقد ثبت ذلك في الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه: "من ضحَّى فليأكلْ من أُضحيَتِه" [٩]، كما لا بد من أن يتصدق ببعضها ويدخر بعضها ويطعم من بعضها، وقد قال ذلك صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عنه: "كُلُوا وأطعِمُوا، وتصَدَّقُوا وادَّخِرُوا".[١٠][٣][١١]


المراجع

  1. "المبحث الثَّاني: ذَبحُ الأضْحِيَّةِ"، الدرر السنية. بتصرّف.
  2. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:5917.
  3. ^ أ ب ت "أحكام المضحي"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5546.
  5. "الأضحية أحكام وآداب (1)"، صيد الفوائد. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:1955.
  7. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3/212.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:7399.
  9. رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:10/29.
  10. رواه ابن حزم، في المحلى، عن ....، الصفحة أو الرقم:7/386.
  11. "الأضحية: آداب وأحكام"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.