وردت في الدين الإسلامي الكثير من السنن والطقوس التي ثبت تطبيقها في أوقات ومناسبات مخصوصة، ومنها العقيقة، والعقيقة هي ما يذبح للابن عند ولادته، وتعد العقيقة من الشعائر الإسلامية الثاتبة، ولقد ذُكرَت في السنة النبوية الشريفة، وفي وقتنا الحاضر تجاهل كثير من الناس أداء هذه الشعيرة من الشعائر الإسلامية، لهذا كان اختيارنا لعنوان مقالنا الذي سندرج تحته أحكام العقيقة من طبخ وتوزيع وادخار وبيع وغيرها.


أحكام العقيقة

العقيقة في اللغة هي كلمة مفردة مؤنثة، ونقول عقّ عن ابنه أي ذبح له ذبيحة،[١] أما العقيقة في معناها الاصطلاحي فهي اسم يطلق على ما يذبَح من بهائم وأنعام تعبيرًا عن شكر الوالدين لله سبحانه وتعالى على رزقهم لهذا المولود، وسميت العقيقة بهذا الاسم لأن عروقها تقطع عند ذبحها.[٢] وللعقيقة العديد من الأحكام، وفي ما يلي ذكر لبعض هذه الأحكام وتفصيل لها:[٣]


حكم اجتماع العقيقة مع الأضحية في وقت واحد

لا يجوز أن تكون البهيمة نفسها للأضحية والعقيقة؛ لأن كليهما سنة مؤكدة، كما أن كل واحدة منهما تذبح لسبب مختلف عن الأخرى.


حكم الاشتراك في العقيقة من الإبل والبقر

لا يجوز أن يشترك اثنان أو أكثر في ذبح العقيقة حتى لو كانت بقرة أو إبلًا، والدليل على ذلك ما روي عن سَلْمانَ بنِ عامرٍ الضَّبِّيِّ رضي الله عنه، قال: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: "مع الغُلامِ عَقيقَتُهُ، فأهريقوا عنه دَمًا، وأميطوا عنه الأذى"،[٤] وإن وجه الدلالة في هذا الحديث يظهر في أمر الرسول بأن تكون لكل غلام عقيقة تذبح له، ولا يوجد دليل يدل على جواز الاشتراك في العقيقة، كما أن العقيقة هي فدية عن النفس لذلك من غير المنطقي أن يجوز فيها الاشتراك.


حكم كسر عظام العقيقة

يجوز كسر عظام العقيقة، لأنه لم يرد دليل على المنع أو الكراهة، وإن من العادة كسر عظام العقيقة من أجل طبخها وأكلها، كما أن ذبح العقيقة يعد أمرًا أعظم من كسر عظامها بعد ذبحها، وعليه فهو أمر جائز.


حكم طبخ العقيقة

طبخ لحم العقيقة قبل توزيعها هو أفضل بكثير من توزيعها قبل الطبخ؛ لأن في ذلك تقليل للتكلفة المترتبة على المساكين والفقراء، إذ إنهم يحتاجون إلى بذل الجهد والمال لطبخ اللحم النيء، بينما تقديم اللحم المطبوخ لهم لا يكلفهم شيئًا.


حكم توزيع العقيقة

يباح توزيع لحم العقيقة، كما يمكن عمل وليمة عليه، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على وجوب توزيعها أو عملها وليمة.


حكم تلبية الدعوة للعقيقة

من المستحب أن يلبي المسلم الدعوة إلى وليمة العقيقة ما لم تكن فيها معاصٍ أو محرمات، فتلبية الدعوة جبر للخاطر والقلب.


حكم ادخار لحم العقيقة

يباح ادخار لحم العقيقة قياسًا على لحم الأضحية.


حكم بيع شيء من لحم العقيقة

لا يجوز بيع أي شيء من العقيقة؛ لأنها ذبيحة لله سبحانه وتعالى، فلا يجوز أن يباع منها شيء.


المراجع

  1. "تعريف و معنى عقيقة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني.
  2. "أحكام العقيقة وفضائلها"، الالوكة. بتصرّف.
  3. "الباب الثَّاني: أحكامُ العَقيقةِ"، درر سنية. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند ، عن سلمان بن عامر الضبى، الصفحة أو الرقم:16234، حكم الحديث صحيح.