يعرف النذر بأنه مصدر من الفعل الثلاثي نَذَرَ، وهو تكليف المسلم نفسه بأداء شيء هو ليس مكلفًا به في الشريعة الإسلامية، ويكون ذلك للعديد من الأسباب؛ مثل التقرب لله عز وجل، أما حكم النذر فإنه واجب التنفيذ طالما كان الناذر قد استوفى شروط النذر جميعها، وعقد النذر على نفسه بالصيغة الصحيحة التي يجب أن تحتوي على كلمة نذر، كأن يقول: "لله علي نذر كذا" أو: "نذرت لله فعل كذا"، فهذه من صيغ النذر التي يتفق عليها جمهور أهل العلم في صيغة النذر الصحيحة، إذ اختلف العلماء حول صحة النذر في حال خلت الصيغة من كلمة النذر،[١] وللنذر أقسام عديدة، ولكل قسم من أقسامه حكم خاص به، ومن أوجه النذر التي يعقدها الناذر على نفسه هو النذر المطلق، فما هو النذر المطلق؟ وما حكمه في الشريعة الإسلامية؟ هذا ما سنعرضه في المقال أدناه.


شرح النذر المطلق

هو النذر الذي يعقده الرجل على نفسه دون تعليق تنفيذه على شرط سيحصل في المستقبل يجعل الوفاء بهذا النذر مرتبطًا بتحقق الشرط، بل على العكس من ذلك، إذ ينذر الرجل النذر ويعقد على نفسه تحقيقه دون أي شروط تربط تنفيذ هذا النذر في المستقبل، وحكم النذر المطلق مستحب عند المالكية إن كان في الطاعة، فهو بمنزلة شكر الله عز وجل على النعم إن كان النذر في طاعة، وقد أثنى الله عز وجل على من يفي بنذره في قوله: "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا"،[٢] إذ يشكر العبد بذلك ربه في نذره، ويأمل من ذلك أن يدفع عنه السوء، أو يبارك في رزقه ويزيده، أو قد يكون دون سبب محدد، ويجب الوفاء بالنذر المطلق طالما كان مستوفيًا لجميع الشروط والأحكام الخاصة بالنذر، مع عقده بالصيغة الصحيحة التي توجب الوفاء به، فإن عقد الرجل النذر المطلق على نفسه وجب عليه الوفاء، وإن لم يفعل تترتب عليه كفارة النذر وهي ككفارة اليمين، وسنبينها لاحقًا.[٣][٤]


حكم الوفاء بالنذر المطلق

حكم الوفاء بالنذر المطلق الذي لم يعلق على شرط مستقبلي، وقد استوفى جميع شروط النذر الصحيح الخالي من فعل المعصية أو المحرمات، هو وجوب التنفيذ على الناذر، أما إن أصاب الرجل مانع أجبره على تأخير نذره مثل عجز مالي أو صحي، فلا حرج في تأخير تنفيذ النذر طالما كان هناك مانع أو صعوبة، ولا يجوز تأخير تنفيذه طالما كان السبب هو الكسل أو التراخي؛ لأن تنفيذ النذر هو واجب على الناذر، أما إن أصاب الناذر مانع دائم يمنعه من الوفاء بالنذر فإنه يترتب على الناذر التكفير عن نذره، وهي ككفارة اليمين، وتكون على النحو التالي مع مراعاة الترتيب حسب القدرة:[٥]

  1. إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.
  2. عتق رقبة أي تحريرها.
  3. صيام ثلاثة أيام.


المراجع

  1. "صيغ النذر وحقيقته "، اسلام ويب. بتصرّف.
  2. سورة الإنسان ، آية:7
  3. "تعريف النذر المطلق وحكمه "، إسلام ويب. بتصرّف.
  4. "كفارة النذر الذي لايستطاع تنفيذه"، إسلام ويب. بتصرّف.
  5. "حكم تأخير الوفاء بالنذر غير المقيد بزمن معين"، إسلام ويب. بتصرّف.