إن الإيثار خلق عظيم، بل إنه من محاسن الأخلاق الإسلامية التي حث عليها ديننا الإسلامي، ويعد الإيثار مرتبة عالية ورقيقة رفيعة، فهو يدل على الرحمة والمودة والصفاء والنقاء والعطاء والسخاء، كما أن الله سبحانه وتعالى صنف الشخص المؤثر على أنه من المفلحين، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون".[١]
معنى الإيثار
لغةً
يمكن تعريف الإيثار في اللغة بأنه التفضيل والاختيار، فنقول آثره على نفسه أي فضّله واختاره.[٢]
اصطلاحًا
هو تقديم الإنسان حاجة غيره على حاجته، وهذا يتضمن أنه من الممكن أن يجوع مقابل أن يشبع غيره، ومن الممكن أن يعطش مقابل أن يروي غيره.[٣]
أسباب التخلق بالإيثار
للإيثار أسباب كثيرة تجعل منه سلوكًا معتادًا، ومن هذه الأسباب ما يلي:[٤]
1. الإيمان بالله وإخلاص العمل له
إن من أهداف الإيثار مرضاة الله سبحانه وتعالى، لذلك يلتزم الإنسان بصفة الإيثار من أجل زيادة إيمانه بالله تعالى، وإخلاصه له، فالإنسان المسلم لا يمل من عمل الخير أو يندم على فعله.
2. الرحمة واللين
إن الإنسان الذي يتصف بالرحمة واللين تلازمه صفة الإيثار، إذ إن الإنسان الذي منحه الله نعمة الرقة واللين وطيبة القلب لن يكون قاسيًا أو أنانيًّا إذا دعت الحاجة.
3. ذكر الموت
إن من أعظم الأمور التي قد تجعل الفرد يعتاد سلوك الإيثار هي تذكر الموت، إذ إن الموت يعني للإنسان مفارقة الحياة، وهذا ما يجعله يدرك القيمة الحقيقية للأشياء، وبالتالي يكون الإيثار أسهل عليه وأقرب إلى نفسه.
4. الحرص على عدم أخذ حقوق المؤمنين
إن حفظ حقوق الآخرين وعدم الاعتداء عليها سبب من الأسباب التي تجعل الشخص يتصف بالإيثار، إذ يجب على المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه كي يحفظ حقه وحق غيره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه".[٥]
5. العفو والصفح عن المسيء
إن العفو والصفح عن الناس هي صفة من صفات الإنسان المؤمن، وبهذا فإن الإنسان يحصل على مرضاة الله سبحانه وتعالى بها، لذلك يعد العفو والصفح عن المسيء سببًا من أسباب الإيثار.
فوائد الإيثار
للإيثار فوائد كثيرة، نذكر منها ما يلي:[٦]
- نيل الثناء من الله عز وجل، والدخول ضمن من عدهم الله من المفلحين.
- كسب مرضاة الله سبحانه وتعالى.
- تحقيق اكتمال الإيمان، وذلك بمحبة الخير للآخرين كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم.
- النجاح بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- كسب ثمار الإيثار في الدنيا والآخرة.
- جلب البركة في الطعام والمال والحياة.
- نشر التعاون في المجتمعات.
- تحقيق التوازن والاكتفاء الاقتصادي والمادي في المجتمع.
المراجع
- ↑ سورة الحشر، آية:9
- ↑ "معنى الإيثَار لغةً واصطلاحًا"، الدرر السنية. بتصرّف.
- ↑ محمد نصر الدين محمد عويضة]، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 332. بتصرّف.
- ↑ محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 6-10. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 104. بتصرّف.