آداب التلاوة الظاهرية

لا شكّ أنّ الالتزام بآداب التلاوة مظهرٌ من مظاهر تعظيم شعائر الله، كيف لا وهذا الكتاب العظيم هو كلام الله الكريم وحبله الممدود إلينا؟! وسيتمّ فيما يأتي استعراض أهمّ الآداب الظاهرية عند تلاوة القرآن:[١]

  • يحسن بالمسلم عند البدء بقراءة القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وجمهور أهل العلم على أنّ الاستعاذة عند القراءة سنّة مؤكّدة، وصدق الله إذ يقول: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).[٢][٣]


  • الحرص على الجلوس في مكانٍ يحفظ وقار القرآن وكرامته؛ فيجلس في مكانٍ طاهرٍ وغير مُمْتهن.


  • يستحبّ أنْ يكون المسلم على وضوء عند قراءة القرآن، ويشترط عند جمهور أهل العلم الطهارة عند القراءة المقرونة بمسّ المصحف، حيث يقول -سبحانه-: (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ).[٤]


  • يستحبّ للقارئ أنْ يتعاهد السّواك عند التلاوة إظهاراً لقدسيّة القرآن وتعظيماً لشأنه، وفي ذلك يقول علي -رضي الله عنه-: (إنَّ أفواهَكُم طُرقٌ للقرآنِ فطيِّبوها بالسِّواكِ).[٥][٦]


  • الجلوس بعيداً عن مشوشّات الذّهن؛ بحيث يكون أدعى للخشوع واستحضار دلالات الآيات الكريمة.


  • الخشوع في التلاوة يقود المسلم لأدبٍ آخر، وهو البكاء والتّباكي أثناء القراءة، واستشهد أهل العلم لهذا الأدب بشواهد كثيرة، منها قوله -سبحانه-: (... إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا*‏ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا*‏ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا).[٧][٨]


  • يستقبل القبلة إنْ كان ذلك ممكناً حال كونه جالساً ومستقراً في مكانه، لأنّه يستحبّ للمسلم أيضاً أنْ يذكر ربّه -عزّ وجلّ- حال الحركة والانتقال، حيث يقول -سبحانه-: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ …).[٩]


  • لا يحُسن بالمسلم أنْ يقرأ القرآن وهو يُغالب النّعاس؛ فربّما خلط بين الآيات أثناء القراءة دون قصد.


  • يستحبّ للقارئ أن يزيّن صوته بالتلاوة دون تكلّف، وفي هذا جاء في الحديث عن جابر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ من أحسنِ النَّاسِ صوتًا بالقرآنِ الَّذي إذا سمعتُموهُ يقرأُ حسِبتُموهُ يخشى اللَّهَ).[١٠]


  • يسنّ للمسلم أثناء التلاوة أنّه إذا مرّ بآيات الرّحمة سأل الله من فضله، وإذا مرَ بآيات العذاب استعاذ بالله، وهكذا، واتباع هذه السّنة يساعد على حضور القلب أثناء التلاوة.


  • يحسن بقارئ القرآن إذا مرّتْ به آيات ساقها الله -تعالى- حكاية على لسان قوم أو شخص وكان معناها لا يليق مع جلال الله -سبحانه- أنْ يقرأها بصوت منخفض، ومثاله قول الله -عزّ وجلّ-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ).[١١]


آداب التلاوة القلبية

لا تقلّ الآداب القلبية عند تلاوة القرآن الكريم عن الآداب الظاهرية، بل لا بدّ للمسلم أن يستحضر عظمة كلام الله في قلبه، ويحرص على حضور قلبه وفهمه عند تلاوة كتاب الله الكريم، ونذكر أبرز الآداب القلبية فيما يأتي:[١٢]

  • أن يُخلص العبد تلاوته لله -تعالى- ابتغاء رضاه ولنيل الأجر والثواب من عنده، وأن يُعظّم كلام الله في قلبه، فهذا أدعى لحصول الإخلاص وتعظيم القرآن الكريم.


  • أن يحرص قارئ القرآن على اجتناب الذنوب والمعاصي، لأنّها تُنافي الإخلاص وتعظيم كلام الله، وتَحرم صاحبها من التلذّذ والتأثّر بتلاوة القرآن الكريم.


  • أن يكون قارئ القرآن حاضر القلب والذّهن عند تلاوته لكلام الله، وأن يطرد عنه الخواطر والانشغالات الدنيوية وأحاديث النفس، ويتجنّب العبث وتشتيت النظر هنا وهناك، لأنّ هذا ممّا يُشغل القلب عن التأثّر بتلاوة القرآن الكريم.


  • تدبّر ما يقرؤه من الآيات، والاتّعاظ بها، والتّفاعل معها، واستشعار أنّها تُخاطبه شخصياً.

المراجع

  1. على الله أبو الوفا، القول السديد في علم التجويد، صفحة 27-28. بتصرّف.
  2. سورة النحل، آية:98
  3. "حكم تلاوة القرآن خارج الصلاة بغير استعاذة"، موضوع سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2023. بتصرّف.
  4. سورة الواقعة، آية:79
  5. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:239، صححه الألباني.
  6. "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2023. بتصرّف.
  7. سورة الإسراء، آية:107-109
  8. صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 143، جزء 17. بتصرّف.
  9. سورة النساء، آية:103
  10. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1109، صححه الألباني.
  11. سورة المائدة، آية:64
  12. "آداب قراءة القرآن"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2023. بتصرّف.