لم يترك الإسلام عادة عند البشر أو حاجة إلا وخصص لها آدابًا تنظمها وتجعلها أكثر حضارية، فعلى الرغم من أن الكثير من العادات يطبقها المجتمع بأسره إلا أن فيها ما فيها من التسبب بالمضايقات والإزعاج والحرج، لذلك جاءت الآداب الإسلامية لكل شيء رفعًا لكل أمر سيئ قد تتسبب به تلك العادات، فكانت للآداب الإسلامية حكمةٌ وأسبابٌ ودواعٍ، وسنخصص مقالنا هذا للإجابة عن سؤال: لماذا نلتزم آداب الزيارة.


1. التذكير بالخير وإبعاد الشر والوساوس

وهذه الفائدة مترتبة على الأدب الأول من آداب الزيارة وهو إخلاص النية لله عز وجل، فعندما يستحضر المسلم الإخلاص فإن ذلك يبعد الكثير من الشرور التي قد تحدث في الزيارة؛ وذلك لأن الإخلاص يمنع من وجود سلوكات مخالفة في الزيارة من غيبة ونميمة وإطلاق للبصر، كما أنه يبعد الضغينة ويطفئ الحسد والحقد، إذ إن المسلم الذي ينوي الخير والإخلاص من زيارته فإنه لا ينسى أن يردد جملة: "ما شاء الله لا قوة إلا بالله" عندما يعجبه شيء لدى أهل البيت، وهذا كفيل بإبعاد الحسد وبتصفية نفس المسلم وتعزيز حب الخير لإخوانه. [١]


2. عدم إزعاج أهل البيت

وهذه الفائدة مترتبة على أكثر من أدب من آداب الزيارة؛ أولها اختيار وقت مناسب للزيارة، وذلك بالاتفاق مع أهل البيت على يوم ووقت مناسب يكونون فيه في المنزل دون أن تتسبب الزيارة بإزعاجهم، كما أن هذه الفائدة تترتب أيضًا على أدب الحديث بصوت منخفض وهادئ في أثناء الزيارة، وأدب عدم التدخل في الشؤون الخاصة بأهل البيت. [٢]


3. الحفاظ على سلطة أصحاب البيت

وهذه الفائدة تبدأ من جعل قبول الزيارة أو ردها في يد أهل البيت، وإن لم يأذنوا للزائر فيجب عليه الرجوع، ويظهر ذلك بوضوح في حديثه صلى الله عليه وسلم: "الاستئذانُ ثلاثٌ فإن أُذِنَ لَكَ وإلَّا فارجِع" [٣]، وتنتهي هذه الفائدة بضرورة الاستئذان قبل مغادرة البيت، مرورًا بأدب عدم التأمر على أهل البيت فيما يتعلق بمكان الجلوس أو التجول في البيت أو الضيافة المقدمة. [٤]


4. حفظ العورات وسترها

وهذه الفائدة تبدأ من ضرورة الوقوف إلى جانب باب البيت قبل طرقه أو قبل قرع الجرس؛ وذلك لمنع الاطلاع على ما في البيت عند فتح الباب وقبل الإذن بالدخول، كما أن الجلوس في المكان الذي يسمح به أصحاب المنزل يضمن هذه الفائدة، وهي أيضًا فائدة مترتبة على أدب عدم نقل ما حدث في الزيارة للآخرين. [١]


5. تحقيق القصد والفائدة من الزيارة

إن الأصل في الزيارة هو تعزيز المحبة والتواصل بين الناس، والاطمئنان عليهم، وتبادل النفع معهم، وخلق صحبة صالحة تعين على المصائب، وإن الالتزام بآداب الزيارة يضمن تحقيق كل تلك الفوائد واجتناب أي أذًى نفسي أو مادي قد يقع من عدم الالتزام بآداب الزيارة، ومن الضروري الإشارة إلى أن هذه الفائدة هي أهم ما يترتب على آداب الزيارة، وهي فائدة عامة شاملة، تترتب عليها الكثير من الفوائد؛ فكل ما يحقق القصد والهدف يعد الفائدة الكبرى والنتيجة المثلى. [٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "آداب الزيارة"، صيد الفوائد. بتصرّف.
  2. "الزيارة فضائل وآداب"، إسلام ويب. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2690.
  4. ^ أ ب "آداب زيارة الإخوان"، موقع الشيخ محمد صالح المنجد. بتصرّف.