يعد التعاون أصلًا من أصول الدين الإسلامي، إذ يجب على المسلم أن يسعى دائمًا لتطبيقه من أجل الحصول على الأجر في الدنيا والآخرة، ومن الجدير بالذكر أن التعاون يكون على ما هو خير ومفيد للمجتمع، وليس على ما هو شر ومفسدة له، كما أن الإسلام يعطي التعاون نظرة رفيعة فهو ثمرة من ثمرات زيادة الأخوة والقوة بين الأفراد، وإن بعض الأعمال تحتاج إلى وجود تعامل جماعي من أجل إنجازها، وفي مقالنا هذا سنتعرف على شروط التعاون وأشكاله.
يمكن تعريف التعاون في اللغة بأنه المساعدة والمؤازرة،[١] أما في الاصطلاح فالتعاون هو مساعدة الآخرين من أجل الوصول إلى هدف يعود على الفرد والمجتمع بخير، وذلك طلبًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى.[٢]
شروط التعاون
حتى يحافظ سلوك التعاون على رقيه ويحقق الهدف الأساسي منه، فإنه يشترط توفر مجموعة من الضوابط التي تضمن تطبيقه بأفضل صورة ممكنة، وفيما يأتي ذكر لأهمها:[٣]
- إدراك أن الاختلاف في الآراء أمر لا بد منه، فهو سنة من سنن الحياة، ودليل ذلك أنه لم يخلُ أي زمن من الأزمنة من الخلافات.
- عدم اتهام من يخالفنا بالرأي بأنه صاحب هوى أو صاحب مطامع وأهداف شخصية.
- عدم مخالفة ما جاء في النص الصريح من القرآن والسنة، فالنصوص الصريحة لا يجوز الخلاف فيها، وفيما عدا ذلك لا بد من وجود خلاف؛ لأن مدارك الناس ونظراتهم للأمور مختلفة.
- التعامل بعدل مع من يخالفنا في الرأي، فلا ننسى ما يتصفون به من صفات جميلة، ونركز على الصفات التي لا تعجبنا فقط.
- التلطف في الحوار والتعاون واتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم.
- الموازنة بين المصالح والمفاسد عند التعاون والاتفاق على عمل أمر ما، فلا نتعاون على مفسدة، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".[٤]
- عدم سوء الظن عند التعاون.
- السعي نحو إظهار قدرات الناس.
أشكال التعاون
للتعاون الكثير من الأشكال والصور، ومن هذه الأشكال ما يلي:[٥]
- تعاون الأفراد مع بعضهم من أجل رفع الظلم عن الأشخاص المظلومين.
- تعاون الأفراد مع بعضهم للثبات على الحق والتمسك به.
- تعاون الأفراد مع بعضهم من أجل الدعوة إلى الله تعالى.
- تعاون الأفراد مع بعضهم من أجل مساعدة شاب أعزب على الزواج.
- التعاون في تعلم الشريعة الإسلامية وتعليمها.
- التعاون من أجل التفريج عن المكروبين.
- التعاون مع الحاكم من أجل تيسير أمور البلاد.
- التعاون في تقديم النصح لمن يحتاج إليه.
- التعاون مع الخدم ومساعدتهم.
- التعاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- التعاون في مساعدة الفقراء من خلال جمع الصدقات والتبرعات وتوزيعها عليهم.
- التعاون على حل المشكلات والخلافات التي تحدث بين الأفراد.
- تعاون الأفراد لحماية الوطن والحدود كل حسب وظيفته.
ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن التعاون بأشكاله وصوره المختلفة لا بد من تطبيقه مقترنًا بالإحسان؛ وهذا يقتضي تطبيقه بأفضل صورة ممكنة لتحقيق الهدف المطلوب، ومن الأمثلة على ذلك الأمر بالمعروف في الوقت المناسب وبطريقة لطيفة، وتوزيع التبرعات بطريقة تحفظ كرامة الفقراء.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى تعاون في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني.
- ↑ " معنى التَّعاون لغةً واصطلاحًا"، الدرر السنية. بتصرّف.
- ↑ " ضوابط في التعاون على البر والتقوى"، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:2
- ↑ " صورٌ مِن التَّعاون"، الدرر السنية. بتصرّف.