إنّ القناعة والرضا من الأخلاق العظيمة التي حثّ الإسلام عليها، ولها آثارٌ عظيمةٌ على الفرد والمجتمع، وبين القناعة والرضا صلةٌ وتداخلٌ، إلّا أنّ بينهما فرقًا كذلك، وفيما يلي تعريفٌ بكلٍّ منهما، وبيانٌ للفرق بينهما.
الفرق بين القناعة والرضا
تعريف الرضا
يمكن تعريف الرضا في اللغة والاصطلاح على النحو الآتي:
- الرضا لغةً: اسم مصدره رضي، رضا النفس مأخؤذٌ من اطمئنان النفس.[١]
- الرضا اصطلاحًا: أما الرضا في معناه الاصطلاحيّ؛ فقد عرفها العلماء تعريفاتٍ متعدَّدةً، منها:[٢]
- ابتهاج القلب وسروره بما مرّ به من مُرّ القضاء القدر.
- صحّة وسلامة العلم الذي وصل إلى القلب، فيعدّ الرضا أداةً من الأدوات الموصولة للعلم.
- سكون القلب وهدوءه عن الأحكام التي قدرت له.
القناعة
يمكن تعريف القناعة في اللغة والاصطلاح على النحو الآتي:
- القناعة لغةً: اسم، مصدرها قنع، وقنع الرجل أي أنه رضي بالشيء القليل.[٣]
- القناعة اصطلاحًا: أمّا القناعة في معناها الاصطلاحي فقد عرف بكثرة من الأمور منها:[٤]
- عرف السيوطي القناعة بأنّها الرضا بما دون الكفاية وهذا يعني أن يترك الإنسان التشوّف لما لم يحصل عليه وأن يكتفي بما معه.
- وتعرّف القناعة بأنّها الاقتصار على القليل الذي يقضي الحاجة، دون التطلع إلى أكثر من الحاجة.
وبناءً على ما ورد في التعريفات السابقة يمكن القول إنّ الفرق بين القناعة والرضا يتمثّل في أن القناعة هي قبول الإنسان لما يملكه ويحقق حاجاته وتقبل نفسه لعدم تملكه ما لا يملكه، بينما الرضا فهو حالةٌ نفسيَّةٌ تُشعر الإنسان بسكون قلبه وراحة نفسه لما يجري له من الأقدار ويحصل له من الأمور.
فوائد القناعة
للقناعة فوائد وإيجابيَّاتٌ تُلحظ في الشخص الذي يتحلى بالقناعة، ومن هذا الفوائد ما يلي:[٥]
- الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى.
- القناعة من العلامات التي تدلّ على كمال الإيمان.
- تبعد الإنسان المسلم عن المعاصي والذنوب.
- تجعل القناعة الإنسان في حالةٍ من الطمأنينة والسكينة.
- تؤدّي القناعة إلى انتشار المودة والرحمة والمحبّة بين الناس.
- القناعة تفتح الطريق أمام الشخص القنوع للوصول الى الراحة، والابتعاد عن الهموم.
- يبتعد الشخص القنوع عن النميمة والغيبة والحسد.
- القناعة سبيلٌ لوصول الإنسان إلى الجنّة.
- تحيط البركة بالشخص القنوع؛ فالقناعة سببٌ لتحصيل البركة للإنسان.
- التعفف عمّا في يدي الناس.
- القناعة فيها شكر لله سبحانه تعالى.
- القناعة تعزّز عزّة النفس لدى الإنسان وتبعده عن الإهانة والذلّ.
فوائد الرضا
للرضا فوائد وإيجابيَّات تلحظ في الشخص الذي يتحلى بالرضا، ومن هذا الفوائد ما يلي:[٦]
- نيل محبة الله -سبحانه وتعالى- ورضاه والابتعاد عن سخطه.
- يتحقق بالرضا كمال الإيمان للعبد المسلم.
- الرضا سبيلٌ من سبل تحصيل الجنّة بإذن الله تعالى.
- الرضا صورةٌ من صور تقوى العبد وصلاحه.
- إنّ رضا الإنسان بما قدّر له الله -سبحانه وتعالى- دالٌّ على حسن ظنّ الإنسان بالله تعالى.
- بالرضا تتحقّق للإنسان راحةٌ نفسيَّةٌ وروحيَّةٌ.
- تحقيق السلام الاجتماعيّ.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى الرضا في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 30/11/2021. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2103. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى قناعة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 30/11/2021. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 478. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 484. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2124. بتصرّف.