آداب الدعاء للمرأة

لا تختلف آداب الدّعاء للمرأة كثيراً عن غيرها من الرّجال؛ ولكن يمكن القول في هذا المقام أنّه يحسنُ بالمرأة أنْ تراعي المسائل الآتية:


  • تخفض صوتها عند الدّعاء في أماكن العبادة العامّة التي يشترك فيها حضور النساء والرّجال، مثل الدّعاء أثناء الطّواف وأثناء السّعي بين الصّفا والمروة،[١] وهذا ينسجم مع صفة الحياء التي جبل الله -تعالى- المرأة عليها.


  • لا بأس في أنْ تدعو المرأة الحائض بما شاءتْ من الأدعية، ولا مانع شرعاً إنْ اختارتْ أدعية مقتبسة من الأدعية الواردة في آيات القرآن الكريم، ولكنّها تحرص على الدّعاء ممّا تحفظ من غير أنْ تمسّ القرآن.[٢]


  • لا يعدّ الحجاب شرطاً من شروط الدّعاء؛ فيمكنها الدّعاء من غير لبس الحجاب طالما هي في مكان ليس فيه أحد من غير المحارم؛[٣] إلا أنّ الحجاب يعدّ مستحبَّاً في حقّها إذا أحسّتْ أنْ لبس الحجاب يزيد من خشوعها وحضور قلبها.


آداب الدّعاء العامة

تشترك المرأة مع الرّجل في أغلب آداب الدّعاء التي يمكن إجمالها فيما يأتي:[٤]

  • استقبال القبلة ورفع اليدين بالدّعاء

يستحبّ استقبال القبلة ورفع اليدين عند الدعاء؛ فإنّه أدعى للخشوع وحضور القلب وإظهار الافتقار بين يدي الله -عز وجلّ-.


  • الثناء على الله تعالى والصلاة على رسوله الكريم

يستحبّ أنْ يبدأ الدعاء ويختمه بالثناء على الله -تعالى- والصلاة على النّبي -صلى الله عليه وسلم-، ففي الحديث عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- قال: (بَينا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قاعدٌ إذ دخلَ رجلٌ فصلَّى فقالَ: اللَّهمَّ اغفِر لي وارحَمني، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: عَجِلتَ أيُّها المصلِّي، إذا صلَّيتَ فقعَدتَ فاحْمَدِ اللَّهَ بما هوَ أَهْلُهُ، وصلِّ عليَّ ثمَّ ادعُهُ. قالَ: ثمَّ صلَّى رجلٌ آخرُ بعدَ ذلِكَ، فحمِدَ اللَّهَ وصلَّى على النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّها المصلِّي ادعُ تُجَبْ).[٥]


ونقل المصنّفون عن أبي سليمان الداراني -رحمه الله- قوله: "من أراد أن يسأل الله حاجة فليبدأ بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يسأله حاجته، ثم يختم بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنّ الله -تعالى- يقبل الصلاتين، وهو أكرم من أنْ يَدَع ما بينهما".


  • تحرّي مواطن الإجابة

يحسُن بالدّاعي أنْ يتحرّى أوقات الإجابة؛ مثل: يوم الجمعة، وليلة القدر، والثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وقبل الإفطار للصائم، وغيرها من مواطن الإجابة.


  • عدم المبالغة برفع الصّوت

يقول المولى -سبحانه-: (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ).[٦]


  • تجنب التكلف في الدعاء

يحسن بالمسلم أنْ لا يُجهِد نفسه بحفظ العبارات المسجوعة، وتلك التي تحتاج إلى تكلّف في حفظها ومشقة في ترتيبها؛ فالدّعاء بابه واسع وميسّر؛ فيدعو المسلم بما يجريه الله -تعالى- على لسانه ممّا استقرّ في قلبه، والأوْلى أنْ يدعو المسلم بما ثبت من الأدعية المأثورة التي يمكنه حفظها.


وآداب الدّعاء وضوابطه ومسائلة كثيرة، وقد فصّل فيها أهل العلم في كتبهم، ويمكن الرّجوع إليها للاستزادة والاستفادة منها.[٧]

المراجع

  1. عبد العزيز بن باز (9/9/2013)، "رفع المرأة صوتها بالدعاء عند الطواف"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2023. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3708. بتصرّف.
  3. "يصح للمرأة أن تقرأ القرآن بدون حجاب"، إسلام ويب، 22/10/2001، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2023. بتصرّف.
  4. "شروط وآداب قبول الدعاء"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2023. بتصرّف.
  5. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن فضالة بن عبيد، الصفحة أو الرقم:3476 ، حسن.
  6. سورة الأعراف، آية:205
  7. التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، صفحة 20، جزء 2. بتصرّف.