سمح الإسلام للخاطب بأن ينظر إلى المرأة نظرة شريعة قبل عقد الزواج، لتتحقق من خلال هذه النظرة الراحة والطمأنينة، ويحصل القبول في نفس كل من الرجل والمرأة، ولهذا فقد أباح الله سبحانه وتعالى النظرة الشرعية، وسنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من أن الشريعة الإسلامية قد أباحت النظرة الشرعية إلا أنه قد تحدث بعض الأمور المسببة للإحراج لأحد الطرفين، خصوصًا في حال الافتقار إلى الدراية والعلم بأصول النظرة الشرعية وكيفيتها، ولتفادي أي موقف من الممكن أن يحصل، سنتحدث في مقالنا هذا عن بعض الأمور التي تتعلق بالنظرة الشرعية، وأهمها كيفية النظرة الشرعية، وشروطها وآدابها.


النظرة في اللغة مفرد وجمعها نظرات، والنَّظِرَةُ هي انتظار وتمهُّل وتأنٍّ وتأخير،[١] أما التعريف الاصطلاحي للنظرة الشرعية فهي نظرة الرجل الذي يطلب الزواج من امرأة ما إلى هذه المرأة، وكذلك نظر المرأة إلى الرجل، وذلك يكون قبل الاتفاق وقبل عقد الزواج؛ من أجل الاطمئنان والراحة والقبول النفسي بين الطرفين.


كيفية النظرة الشرعية

الكيفية المتعارف عليها هو أن ترتدي المخطوبة ملابس محتشمة ولا يظهر منها إلا وجهها وكفيها، وأن تكون ظاهرة بشكلها الطبيعي دون إضافة أي مستحضرات تجميلية تخفي ملامحها الأصلية.[٢]


شروط النظرة الشرعية

من الشروط التي يجب أن يلتزم بها كل من الخاطب والمخطوبة في النظرة الشرعية ما يلي:[٣]

  1. أن تكون نية الخاطب هي الزواج وأن يكون عازمًا عليه، فلا يكون هدفه الاطلاع على عورات الناس.
  2. أن يكون النظر خاليًا من الفتن والخلوة، فلا تكون نظرة الخاطب إلى المرأة نظرة لذة، إذ يجب عليه أن يأمن نفسه من الشهوة.
  3. أن يكون النظر ضمن الحدود المسموح بها شرعًا.
  4. أن تظهر المرأة للخاطب وجهها وكفيه فقط.
  5. أن يحد الخاطب من النظر المتكرر إلى المخطوبة فينظر بقدر حاجته فقط.
  6. عدم وجود أحد من الأجانب غير الخاطب في أثناء النظرة الشرعية.
  7. عدم خلو الخاطب بالمرأة في النظرة الشرعية، فلا بد من وجود أحد المحارم كالأب أو الأخ.


آداب النظرة الشرعية

فيما يأتي تفصيل للآداب التي يجب الالتزام بها في النظرة الشرعية:[٤]

  1. توضيح رغبات الخاطب للفتاة قبل رؤيتها، مثل توضيح ما يخص عملها، والصفات التي يرغب بها وشروطه بعد الزواج، فإذا لم تكن مناسبة فلا داعي للنظرة الشرعية.
  2. تأكد الخاطب من أن مواصفات الفتاة التي تقدم لخطبتها متوافقة مع الصفات التي يرغبها، وهو موافق عليها قبل أن يطلب رؤيتها.
  3. أن تكون نظرات الخاطب للمخطوبة نظرات خالية من اللذة.
  4. ألا تكون مدة النظرة الشرعية طويلة، بل تكون ضمن دقائق محدودة، ليتسنى للخاطب الحديث مع المخطوبة للتعرف عليها.
  5. أن يكون القبول من الطرفين ومبنيًّا على رضاهما.
  6. في حال رفض الخاطب للمخطوبة، أو رفض المخطوبة للخاطب يجب أن يكون هناك احترام لهذا الرأي.


الحكمة من تشريع النظرة الشرعية

أباح الشرع النظرة الشرعية من أجل التبين والتأكد من جمال المرأة، والتأكد من أنها خالية من أي عيوب ظاهرة، وبالتالي يكون هناك اطمئنان من الخاطب، ورضا نفسي عن المخطوبة، لأنها ستكون له شريكة طوال حياته، وكذلك أباح الشرع للمرأة النظر إلى الخاطب لتكون على دراية بالرجل الذي ستتزوجه قبل اتخاذ القرار المناسب.[٥]


دعاء النظرة الشرعية

لم ترد أي أدعية مختصة بالنظرة الشريعة، إذ يمكن لكل من الخاطب والمخطوبة الدعاء بما يشاء كل منهما، من باب الاطمئنان والسكينة، وبعد الاتفاق يمكن لكل واحد منها أداء صلاة الاستخارة.


أسئلة النظرة الشرعية

غالبًا ما يتعرف الخاطب على المخطوبة من خلال التحاور معها والتحدث في أمور الحياة، وعلى الرغم من أن الكثيرين يرون أن طرح الأسئلة جيد في النظرة الشرعية، إلا أنه في الحقيقة جالب للتوتر، ويتسبب بشعور كل من الشاب والفتاة وكأنهما في امتحان، لذلك يفضل أن يفتح الخاطب حوارًا مع المخطوبة ليكشف من هذا الحوار منطقها وطريقة تفكيرها، ويمكن من هذا الحوار أن يعرف كل منهما القليل عن الآخر.[٤]


إضاءة

يوجد اختلاف بين طباع العائلات فيما يخص موضوع الخطبة، ولا حرج في الالتزام بطبع معين طالما أنه لا يخالف الدين، إلا أن عددًا كبيرًا من العائلات لا يسمح بأي لقاء تعارف، ويكتفي بمقابلة الخاطب لأهل المخطوبة سواء أكان الخاطب وحده أو مع أفراد أسرته، وهذا مخالف للنظرة الشرعية التي تشترط فيها رؤية الخاطب والمخطوبة لبعضهما بوجود ولي أمر المخطوبة، إذ إن الشاب والفتاة هما أصحاب الشأن في الزواج في المقام الأول، لذلك فإن رؤيتهما لبعضهما أمر ضروري يترتب عليه القبول أو الرفض، سواء أكان ذلك من طرف الفتاة أم من طرف الشاب.


المراجع

  1. "تعريف و معنى نظرة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني.
  2. "حكم النظر إلى المخطوبة"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
  3. "حكم النظر إلى المخطوبة وتكراره"، صيد الفوائد. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "ما هي الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية؟"، إسلام ويب. بتصرّف.
  5. "حكم النظر إلى المخطوبة وتكراره"، صيد الفوائد . بتصرّف.