امتدح الله تعالى في كتابه المؤمنين الذين يوفون بنذورهم كما جاء في قوله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا)،[١] وآتيًا في هذا المقال توضيحٌ للمقصود بالنذر في اللغة والاصطلاح، ومحترزات تعريفه، وأركان النذر وصيغه.

شرح كلمة النذر

تعريف النذر لغةً

النذر من الفعل نذر، واسم الفاعل ناذِر، والمفعول مَنْذور، ونذر الشخص الشيء أي أوجبه على نفسه صدقةً كان أو إحسانًا أو غير ذلك.[٢]


تعريف النذر اصطلاحًا

يُعرّف النذر في الاصطلاح الشرعيّ بأنّه: "إلزام مكلّفٍ نفسه لله تعالى بالقول شيئًا ممكنا يملكه غير لازم بأصل الشرع".[٣]


مخرجات تعريف كلمة النذر

إنّ تعريفات النذر السابقة تُخرِج منه جملةٌ من الأمور والصور، وآتيًا ذكرها.[٤]


ما يخرج بكلمة إلزام

إنّ القول بأنّ النذر إلزامٌ؛ يُخرج منه ما كان تبرّعًا دون إلزام، كالصدقات والوقوف والوصية.[٤]


ما يخرج بكلمة مكلّف

اشتراط أن يكون الناذر مكلَّفًا يُخرِجُ منه الصبيّ، ومختلّ العقل المجنون، والنائم والسكران ونحو ذلك.[٤]


ما يخرج بكلمة مختار

معنى أن يكون الناذر مختارًا؛ يخرج به المُكرَه، ومثال على ذلك أن يقوم أحد الأصدقاء بإلزم صديقه إذا نجح أن يذبح له ذبيحةً، فهذا لا يُعدّ نذرًا.[٤]


ما يخرج بكلمة بالقول

يخرج من ذلك النذر بالنيّة، ومثال ذلك أن ينوي شخصٍ بنذر جزءٍ من ماله دون أن يتلفّظ بهذا النذر، فهذا لا يُعدّ نذرًا ولا يلزم به.[٤]


ما يخرج بكلمة ممكنًا

ويخرج بقول ممكنٍ كلّ أمرٍ مستحيلٍ غير ممكنٍ، ومثال ذلك: أن ينذر الشخص صيام يوم مضى مثل صيام الأمس، أو أن ينذر نذرًا يستحيل أن يقوم به الإنسان مثل أن يقول: إذا حصل هذا الأمر سأقوم بتحويل هذا الحجر إلى ذهب.[٤]


ما يخرج بكلمة يملكه

فلا يُقبل من المسلم أن ينذر أمرًا لا يملكه أو لا يحقّ له التصرّف فيه، كأن يقول: إذا شفى الله هذا المريض أن أنذر بيت فلانٍ صدقةً، أو أن يقول إذا ربحْتُ كذا نذرْتُ أرض فلانٍ لك.[٤]


ما يخرج بكلمة غير لازم بأصل الشرع

فيخرج من النذر كلّ ما كان واجبًا بأصل الشرع، ومثال ذلك: نذر صيام شهر رمضان، أو نذر أداء صلاة الفجر أو الظهر ونحو ذلك؛ لأنّ هذه الأمور واجبةٌ من الشرع ابتداءً وعلى المسلم أداؤها دون حاجةٍ للنذر.[٤]


أركان النذر وأنواعها

يتكون النذر من ثلاثة أركانٍ أساسيّة، وفيما يلي بيانها:[٥]

  • الناذر: وهو الركن الأول من أركان النذر، ولا بدّ أن يكون الناذر مسلمًا مكلفًا، فلا يُقبل النذر من المجنون أو الصبي أو الكافر.
  • المنذور: وهو الركن الثاني من أركان النذر، وينقسم إلى نوعين هما:
  • المنذور المبهم: والمقصود به ألّا يكون الأمر المنذور به محدَّدًا واضحًا، ومثاله أن يقول الناذر: لله عليّ نذرٌ، ولكن لا يذكره، وذهب المالكيّة إلى إيجاب كفارة اليمين في هذا النذر.
  • المنذور المعين: ينقسم هذا النوع إلى أربعة أنواع أخرى، وهي:

1. نذر القربة: ويجب الوفاء بهذا النوع من المنذور.

2. نذر المعصية: لا يجوز القيام بهذا النوع من المنذور.

3. نذرٌ مكروه: يكره أن يتم الوفاء بهذا النوع.

4. نذرٌ مباحٌ: يباح الوفاء به، وكذلك يباح تركه ومن تركه لا يؤثم عليه.

  • الصيغة: وهي نوعان، هما:
  • الصيغة المطلقة: تكون هذا الصيغة من أجل شكر الله -سبحانه وتعالى- على نعمةٍ منحها للناذر.
  • الصيغة المقيدة: تكون هذا الصيغة مقيَّدةً بشرطٍ معيَّنٍ، وهذا يعني أنّ تنفيذ النذر يتعلّق بحدوث أمرٍ ما، مثل أن يقول الناذر: إن شُفي فلانٌ من مرضه؛ سأقوم بشراء ذبيحةٍ وتوزيعها على الفقراء ونحو ذلك، ويتوقّف الوفاء بهذا النذر عند حودث الشرط.

المراجع

  1. سورة الإنسان، آية:7
  2. "تعريف و معنى نذر في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 3/12/2021.
  3. عبد الكريم اللاحم، كتاب المطلع على دقائق زاد المستقنع فقه القضاء والشهادات، صفحة 441-447.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د عبد الكريم اللاحم، كتاب المطلع على دقائق زاد المستقنع فقه القضاء والشهادات، صفحة 441-447. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2552-2553. بتصرّف.