إن صلاح الأبناء أمنية مشتركة بين جميع الناس، فمن منا لا يتمنى أن يرزقه الله بأبناء صالحين بارين طائعين لله، كما أن الأبناء هم زينة الحياة الدنيا كما جاء في قوله تعالى: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا" [١]، وهذه الآية تبين أن الأبناء زينة في ذاتهم فكيف إن كانوا صالحين، ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن للآباء دورًا عظيمًا في صلاح أبنائهم؛ فهم المسؤولون عن تربيتهم وتنشئتهم وجعلهم يميزون بين الصواب والخطأ والحق والباطل، ولما كان أمر تربية الأبناء على طاعة الله مهمًّا وصعبًا كان لا بد من وجود بعض القواعد والخطوات والاستراتيجيات التي تساعد في ذلك، وسنعرض أهمها وأبرزها في هذا المقال.


1. التعامل مع الأبناء بالرفق واللين

قبل اتباع أي طريقة أو استراتيجية تساعد في تربية الأبناء على طاعة الله، لا بد للآباء من إدراك أن اللطف والتودد مع الأبناء هو أساس العلاقة؛ إذ إن حب الآباء لأبنائهم فطري، ومن الطبيعي أن ينعكس هذا الحب على السلوك باللطف والرفق، وعلى الرغم من أن هذا الأمر فطري وطبيعي إلا أن بعض الآباء يظنون أن الغلظة والشدة هي أصل العلاقة بين الآباء والأبناء، لكن هذا الأمر خاطئ ويتسبب بعواقب وخيمة يكون أقلها خوف الأبناء من الآباء والتظاهر بالصلاح والالتزام أمامهم فقط، صحيح أن الحزم مع الأبناء مطلوب، لكنه لا يعني أبدًا إظهار الكره والغلظة، ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن هذه المهمة ليست سهلة لكنها ممكنة وواجبة على الآباء، كل ما عليهم فعله هو ترك أثر الحب يظهر عليهم مع محاولة اتباع أفضل الأساليب في تربية الأبناء وتعليمهم. [٢]


2. توفير بيئة آمنة ومناسبة

من أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها الآباء الذين يسعون إلى تنشئة أبنائهم تنشئة صالحة أنهم لا يهتمون بالبيئة التي يعيش فيها الأبناء أو يدرسون أو يلعبون، إذ إن الأطفال يتأثرون تأثرًا كبيرًا بالناس من حولهم، وإن وجودهم في بيئة بعيدة عن الصلاح وطاعة الله كفيل بهدم كل ما يسعى الآباء لبنائه، فكيف سيلتزم الابن بالآداب العامة والفروض وهو يدرس في مدرسة لا تحترم أيًّا منها، أو كيف ستكون ألفاظه نظيفة ومهذبة وهو يلعب مع أطفال يتلفظون بألفاظ نابية، وعليه من الضروري أن يحرص الآباء على توفير بيئة ذات طابع مشابه لطابع الأبناء من التربية والمستوى الاجتماعي والأخلاقي؛ حتى يتشجع الأبناء على تطبيق ما تعلموه وليشعروا بالألفة والتميز أيضًا. [٣]


3. القدوة الحسنة

قد يحرص الآباء على ألا يرى منهم الأبناء أي سلوك سلبي ومخالف لما يعلمونه لهم، لكنهم يغفلون عن الحرص على جعل الأبناء يرون منهم السلوك الحسن والجيد والمطلوب من الأبناء، ولنا أن نتخيل كيف سيقصر الولد في الصلاة إن كان لا يرى أحدًا يصلي من أبويه، إذ سيصبح الدين والالتزام والطاعة بالنسبة له أمرًا نظريًّا لا يتجاوز الكتب والدروس والنصائح التي يسمعها، لذلك يجب على الآباء المهتمين بتربية الأبناء على طاعة الله أن يتحروا في سلوكهم كل صواب أمام الأبناء ليكونوا خير قدوة وخير مثال يمكن للأبناء تقليد سلوكه ومحاكاة أفعاله. [٤]


المراجع

  1. سورة الكهف، آية:46
  2. "تربية الأبناء في الإسلام"، طريق الإسلام. بتصرّف.
  3. "كيف نربي الأبناء على الطاعة والخير؟"، إسلام ويب. بتصرّف.
  4. "تربية الأولاد على الآداب الشرعية"، صيد الفوائد. بتصرّف.