أنواع النذر

إن الله سبحانه وتعالى شرع لعباده تكاليف شرعية، فلا تستقيم النفس البشرية إلا من خلال تطبيق هذه التكاليف، إلا أن الإنسان من الممكن أن يأخذ على نفسه أداء طاعة غير مكلف بها شرعًا تسمى النذر، والنذر كلمة مفردة مذكرة، ونقول نذر على نفسه أمرًا أي أوجبه على نفسه،^[١] ويمكننا تعريف النذر اصطلاحًا بأنه إلزام المسلم نفسه بأحد أشكال العبادات التي لم تكن واجبة عليه قبل النذر، أي إنها من غير ما هو مكلف به شرعًا.^[٢] وفي مقالنا هذا سنتعرف على النذر وأنواعه.

أنواع النذر

للنذر العديد من الأنواع وفيما يلي ذكر وتوضيح لها:^[٣]

1. النذر المبهم

وفي هذا النذر لا يعين الناذر المنذور، وسمي هذا النذر بالمبهم لأن الناذر لم يحدد الفعل الذي نذره على نفسه، وإن حكمه هو حكم كفارة اليمين بقول الجمهور.

2. نذر اللجاج

ويسمى أيضًا نذر الغصب أو نذر الخصام، ويقصد به ما يقصد باليمين من منع فعل شيء أو الحث على فعل شيء، مثل أن يقول الناذر إذا دخلت الدار فإن لله علي صيام شهر أو سنة أو أن أحج، وسمي بنذر الخصام لأنه في الغالب يقع وقت الخصام، وينقسم هذا النذر إلى ثلاثة أقسام؛ فالقسم الأول أن يقصد من النذر المنع مثل أن يقول إذا أدخلت فلانًا إلى منزلي فإن لله علي أن أصوم ثلاثة أيام، والمقصود من هذا منع الشخص من دخول منزله، أما القسم الثاني فيكون بقصد الحث على فعل شيء ما، مثل أن يقول إذا لم يدخل فلان بيتي هذا فعلي أن أعمل هذا الشيء لله، أما القسم الثالث فيقصد به الناذر تحقيق خبر من الأخبار، مثل أن يقول إذا كان الأمر مخالفًا لما قلته فعلي أنا أفعل كذا.

3. نذر المباح

وفي هذا النوع من النذر يكون المنذور أمرًا مباحًا، مثل الأكل والشرب والسفر وأي أمر آخر من المباحات، ويكون الناذر له مخيرًا بين الوفاء بالنذر وكفارة اليمين.

4. نذر المكروه

وفي هذا النوع من النذر يكون المنذور أمرًا مكروهًا، مثل أكل الثوم قبل الذهاب إلى المسجد، أو ترك السنن، ويستحب بعد نذره أداء كفارة اليمين، وفي حال تطبيق ذلك الفعل المكروه لا داعي لكفارة اليمين بسبب الوفاء بالنذر.

5. نذر المعصية

وفي هذا النوع من النذر يكون قصد الناذر فعل معصية مثل أن يشرب الخمر أو يسرق أو يقطع رحمه، ولا يجوز الوفاء بهذا النذر.

6. نذر التبرر

يقصد بالتبرر البر وهي الطاعة، وينقسم هذا النوع من النذر إلى ثلاثة أقسام؛ فالقسم الأول النذر الذين يكون مقابل نعمة يريد أن يحصل عليها الناذر، أما القسم الثاني ففيه يلزم الناذر نفسه بطاعة دون وجود شرط، أما القسم الثالث فهو إلزام النفس بطاعة غير واجبة مثل زيارة المريض، وهذا النوع من النذر حكمه وجوب الأداء والوفاء.

7. نذر الواجب

وفي هذا النذر يكون المنذور واجبًا أو فرضًا من الفروض التي يجب أداؤها في الشرع، مثل الصلاة المكتوبة، ولا يترتب عليه شيء في الحكم لأنه واجب أصلًا.

8. نذر المستحيل

وهو النذر الذي يكون من المستحيل الوفاء به مثل صوم يوم أمس، ولا يترتب على هذا النذر أي شيء.

إضاءة

لما كان حكم النذر يقاس على اليمين، وكان المترتب على النذر كفارة يمين في أغلب الحالات، لا بد من معرفة ما هي كفارة اليمين، إذ يكون من يريد تطبيقها مخيرًا بين ثلاثة أمور:^[٤]

1. إطعام 10 مساكين، من الطعام المشهور في البلد.
2. كسوة 10 مساكين، ويشترط أن تكون الكسوة ساترة للعورة.
3. تحرير نفس مؤمنة.

وفي حال عدم القدرة على تطبيق أي منها يجب صيام ثلاثة أيام متتابعة.