يحمل الآباء هم تربية الأبناء على الأخلاق الإسلامية والقيم والمثل العليا، خصوصًا في عصرنا هذا عصر الانفتاح؛ حيث توجد أكثر من بيئة يتعرض لها الطفل وأكثر من مصدر للمعلومات، ومن الصعب السيطرة عليها جميعها في الحقيقة، ولمّا كانت التربية من واجبات الوالدين تجاه الأبناء ومن حقوق الأبناء على الوالدين كان لا بد من وجود بعض الأسس التي يمكن للوالدين اتباعها في التربية، وعند الحديث عن تربية الأبناء لا بد وأن يخطر في أذهاننا بر الوالدين وطاعتهما، فهو من أهم المعايير التي يحرص الآباء على غرسها في أبنائهم؛ وذلك لتسهيل مهمة التربية عليهم، ولمزيد من الإيضاح سنخصص هذا المقال للحديث عن الأسس والطرق المتعلقة بتربية الطفل على طاعة الوالدين. [١]


1. القدوة الحسنة

يتأثر الأبناء بسلوك آبائهم تأثرًا كبيرًا، لذلك كي يتعلم الأطفال بر الوالدين يجب أن يروا آباءهم يبرون أجدادهم، ويجب أن يحرص الآباء على جعل أطفالهم يرون تعاملهم البار مع الأجداد، فيصطحبونهم معهم في الزيارات، ويشركونهم في اختيار الهدايا لهم، ولا يسمعون عنهم إلا الكلام الطيب الجميل، وعندما يرى الطفل منزلة الجد والجدة عند أبويه سيدرك بلا شك أنه هو أيضًا لا بد وأن يعامل أبويه بالطريقة ذاتها. [١]


2. البيئة الصالحة

إن الآباء الذين يسعون إلى تربية أبنائهم على الطاعة والبر لا بد وأن يحرصوا على وجود الأبناء في بيئة تدعم هذا السلوك وتمارسه، إذ إن الطفل الذي يرى أقاربه وزملاءه يتعاملون مع الآباء بأدب واحترام ويطيعونهم سيجد أن البر والطاعة أسهل على نفسه وسيقدر الالتزام بها أيضًا، بعكس الطفل الذي ينشأ في بيئة اعتاد أهلها على عقوق الوالدين فإنه مهما حرص أبويه على تعليمه البر سيجد أن العقوق أمرًا طبيعيًّا بفعل ما يراه من سلوكات. [٢]


3. اللطف واللين في التعامل

يجب أن يحرص الآباء على تربية أبنائهم باللطف والرفق واللين، بشرط أن يكون مصحوبًا بالحزم وليس بالشدة أو الغلظة أو الجلافة، لأن كل ما يرتبط بالشدة والفظاظة يعد منفرًا حتى للأبناء، وإن التزموا به فسيكون التزامهم مؤقتًا؛ لأن النفس بطبعها تميل إلى الابتعاد عن من يعنفها ويكون غليظًا معها، ويظهر ذلك في قول الله تعالى الذي يخاطب به الرسول صلى الله عليه وسلم: "وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" [٣]، وتشمل هذه الطريقة وهذا الأسلوب التربية ككل وليست التربية على الطاعة والبر فقط، ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أن اعتماد اللطف واللين في التعامل مع الأبناء يجعلهم أكثر قربًا من آبائهم وبالتالي يسهل من مهمة تربيتهم على البر والطاعة. [١]


4. تعويد الأبناء على البر

من أفضل الطرق التي تسهل علينا تعلم أي سلوك أو أي مهارة هي الاعتياد عليه وإدخاله في الروتين اليومي، ومن ذلك تربية الطفل على بر الوالدين، إذ يجب أن يكون البر والطاعة عادة عند الطفل منذ بداية وعيه، وليس منطقيًّا ألا يعود الأب ابنه على الطاعة والبر ثم يقرر فجأة أن ابنه يجب أن يكون مطيعًا له وبارًّا به، فكل سلوك يحتاج وقتًا طويلًا لتعلمه، وكذلك البر يعد سلوكًا يجب أن يعتاده الطفل ليكون سهلًا على نفسه. [٤]


5. زرع مراقبة الله في نفس الطفل

ليصل الآباء إلى تربية الطفل على كل ما أمر الله به عليهم أن يعلموه أن الله رقيب علينا في كل مكان وكل زمان، فهذا أدعى إلى أن يصبح البر والطاعة سلوكهم، فهم يدركون أن الله يراهم ولا يكون راضيًا عن العقوق، والطفل المسلم الذي يهتم بإرضاء الله عز وجل لا بد وأنه يتجنب كل سلوك فيه عقوق للوالدين، ومن الضروري الإشارة في هذا السياق إلى أن تربية الطفل على طاعة الوالدين لا يجب أن تكون إلا بالمعروف؛ أي في حال طلب الوالدين شيئًا واجبًا، ولا يجوز أن يفهم الطفل أن طاعة الوالدين واجبة في الأمور كلها كاختيار ما يتعلق بمصلحته بعد أن يصبح شابًّا كاختيار التخصص الدراسي أو الزوجة أو العمل. [٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "تربية الأبناء في الإسلام"، طريق الإسلام. بتصرّف.
  2. "كيف نربي الأبناء على الطاعة والخير؟"، إسلام ويب. بتصرّف.
  3. سورة آل عمران، آية:159
  4. ^ أ ب "تربية الأولاد على الآداب الشرعية"، صيد الفوائد. بتصرّف.