أنواع كفالة اليتيم

كفالة اليتيم من الأعمال التي حثّ الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عليها، وجاء الثناء على كافل اليتيم في القرآن والسّنة في سياقات متعدّدة، وكفالة اليتيم لها صورتان نبيّنهما فيما يأتي:


ضمّ اليتيم إلى الأسرة

تكون كفالة اليتيم بضمّه إلى الأسرة، وهذه هي الصورة الأولى لكفالة اليتيم، وهي أفضل أنواع كفالة اليتيم، وأجرها أعظم من غيرها، لأنّ الكافل فيها يضمّ اليتيم مع أهله، ويقوم على رعايته وتربيته حتى يبلغ، ويُنفق عليه من ماله، فيكون اليتيم بمقام أبنائه في المعاملة والإحسان والإنفاق، وهذا النوع من كفالة اليتيم هو الذي كان سائداً في زمن الصحابة -رضوان الله عليهم-، إذْ كانوا يضمّون اليتيم إلى بيوتهم، ويُحسنون إليه كأنّه أحد أبنائهم.[١]


الإنفاق على اليتيم دون ضمّه

الصورة الثانية من صور كفالة اليتيم هي الإنفاق عليه دون ضمّه إلى الأسرة، مثل مَن يقوم بدفع المال الكافي لكفالة يتيمٍ يعيش مع والدته، أو يتيمٍ يعيش في جمعيةٍ خيريّة ونحو ذلك، وهذه الكفالة أقلّ درجةٍ في الفضل من الصورة الأولى، ولكنّ صاحبها له أجرٌ عظيم، ويعتبر كافلاً لليتيم، ويدخل في ثواب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا).[٢][٣]


وفي هذه الحالة تُقدّر كفالة اليتيم بحسب مستوى المعيشة في البلد التي يُقيم فيها اليتيم، وتشمل الحاجات الأساسية دون الكمالية؛ وهي: الطعام، والشراب، والكسوة، والسكن، والتعليم، ونحوها من الأمور التي تجعل اليتيم يعيش حياةً كريمة دون شعوره بالنّقص أو الفرق عن أقرانه من غير الأيتام.[٣]


أمّا إذا كان دفع بعض المال لليتيم لا يكفي لجميع حاجاته الأساسية؛ فيكون من باب الإسهام في رعاية اليتيم والإنفاق عليه، ويكون صاحبه مشاركاً في كفالة اليتيم وإن لم يُعتبر كافلاً حقيقياً له، وله أجرٌ عظيمٌ على هذه الصدقة، ولكن إذا كان دفع المال كافياً ويفي جميع حاجات اليتيم الأساسية؛ فيُعتبر صاحبها كافلاً لليتيم، ويدخل في فضل الحديث الذي يُشير إلى رفقة كافل اليتيم للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة.[٤]


فضل كفالة اليتيم

تعدّ كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير في الإسلام، كيف لا وقد أوصى الله -تعالى- باليتيم فقال: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)،[٥] بل ويُرافق صاحبها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، وكفى بذلك فخراً وشرفاً! إذ يقول النبي الكريم: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا).[٦]


ونذكر أبرز فضائل كفالة اليتيم الأخرى في النقاط الآتية:[٧]

  • رعاية اليتيم وجبر كسره والعطف عليه يُزيل عن القلب القسوة ويُرقّقه.
  • كفالة اليتيم لها أجرٌ مضاعف إذا كان اليتيم من الأرحام، فينال الكافل أجر الكفالة وأجر الصِّلة.
  • كفالة اليتيم سببٌ في تزكية المال وتطهيره، وسببٌ لزيادة الرزق والبركة فيه.
  • كفالة اليتيم تعود بالنفع والخير على الكافل في الدنيا والآخرة.
  • كفالة اليتيم سببٌ لبناء مجتمعٍ تسوده المحبّة والرحمة والمودّة، وتُزيل من بين أفراده الغيْرة والكراهية.

المراجع

  1. حسام الدين عفانة، فتاوى يسألونك، صفحة 230، جزء 7. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:6005، صحيح.
  3. ^ أ ب د حسام عفانة، فتاوى د حسام عفانة، صفحة 65، جزء 15. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 16007، جزء 11. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:215
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:5304، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 3264، جزء 8. بتصرّف.