ما هي صفات أولياء الله؟

أولياء الله -تعالى- هم أهل التقوى والإيمان والصلاح، الذي يطيعون الله -عزّ وجلّ- ورسوله، ويلتزمون أوامره، ويتبعون القرآن والسنة والسلف الصالح، قال -تعالى- مخبراً عنهم: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)،[١][٢] وفيما يلي بيان أبرز وأهم صفاتهم:


التقوى والصلاح

إن أولياء الله -تعالى- هم المتقون الصالحون، الذين يخشون الله -عزّ وجلّ- ويخافونه، يداومون على طاعة الله، فيمتثلون أوامره، بفعل الخيرات والطاعات، ويجتنبون نواهيه؛ بترك المعاصي والآثام، ويقفون عند حدوده وأحكامه، وكل ذلك ابتغاء مرضات الله والفوز بجنته.[٣]


العلم والمعرفة

إن أولياء الله -تعالى- هم العلماء العارفون، العاملون بكتاب الله -تعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، عارفون بأحكام الله -تعالى- ومطبقون شريعته-.[٤]


طاعة الله ورسوله

إن أولياء الله -تعالى- مكثرون من طاعة الله -عزّ وجلّ- وطاعة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، يلتزمون بشرع الله ويقتدون بسنة رسول الله، ويهتدون بهديه، لا ينشغلون بالدنيا وملذاتها، بعيدون عن أهل البدع والهوى وأهل الشرك والخرافات؛ الذين يُحدثون أموراً مخالفة للدين والشريعة، فأولياء الله هم المحافظون على طاعة الله ورسوله، التاركون لجميع المحرمات والمعاصي.[٥]


الحب والبغض في الله

إن من صفات أولياء الله أنه يحبون في الله ويبغضون في الله، فيحبون ما يحبه الله ورسوله، ويبغضون ما يبغضه الله ورسوله، ويرضون بما يرضي الله ورسوله، ويسخطون ما يسخطه الله ورسوله، ويوالون في الله، ويعادون في الله، فيوالون الصالحين أصحاب الطاعة والعبادة، ويعادون أهل الكفر والنفاق الحاقدين على الدين، قال -تعالى-: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).[٦][٧]


الاحتكام إلى الكتاب والسنة

إن من صفات أولياء الله أنهم يرجعون للقرآن الكريم والسنة النبوية عند التنازع والاختلاف، فيحتمكون إلى شريعة الله، ولا يتبعون الآراء والأهواء، بل يستجيبون لأمر الله وينقادون إلى حكمه، قال -تعالى-: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٨][٩]


إتمام الفرائض والإكثار من النوافل

إن من صفات أولياء الله أنهم حريصون على أداء الفرائض واستكمالها على أتم وجه، ومكثرون من فعل النوافل والتطوعات، فيتقربون إلى الله بفعل الطاعات والأعمال الصالحة، من صلاةٍ وقيامٍ وصيامٍ، وغيره، ويكثرون منها، إلا أنهم لا يغالون في العبادة، بالعزلة وعدم الاختلاط بالناس، فهم معتدلون في كل شيء، كما أنهم لا ينشغلون بالدنيا وملذاتها، مع إظهارهم لنعمة الله وأثرها عليهم.[١٠]


التحلي بمكارم الأخلاق

إن أولياء الله بتصفون بأفضل الصفات وأحسن الأخلاق، فيتميزون بسلامة صدورهم وقلوبهم وألستنهم، فصدورهم بيضاء نقية، وقلوبهم سليمة من الحقد والحسد والغلّ، وغيرها من أمراض القلوب، وألستنهم بعيدة عن السباب والشتم والتكلم بأعراض الناس، كما يتصفون بالكرم والجود، وحبّ الإنفاق في سبيل الله، والعدالة والحكمة، وغير ذلك من الفضائل والمكارم.[١١][٧]



مواضيع أخرى:

صفات المتواضع

صفات ورثة الفردوس


المراجع

  1. سورة يونس، آية:62-64
  2. "من هم الأولياء ، وما هي درجاتهم؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2022. بتصرّف.
  3. "بيان حقيقة الأولياء"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2022. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة المجلة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 252. بتصرّف.
  5. ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 197. بتصرّف.
  6. سورة المائدة، آية:55
  7. ^ أ ب "صفات أولياء الله للشيخ : عائض القرني"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2022. بتصرّف.
  8. سورة النور، آية:51
  9. سعيد بن وهف القحطاني، الولاء والبراء في الإسلام، صفحة 119. بتصرّف.
  10. صالح المغامسي، شرح كتاب الرقاق من صحيح البخاري، صفحة 8. بتصرّف.
  11. ابن الجوزي ، صيد الخاطر، صفحة 370. بتصرّف.