إن الأسرة المتماسكة هي أساس المجتمع وأحد مقوماته، لذلك اهتمت الشريعة الإسلامية بالنكاح ووضعت له شروطًا وضوابطَ في جميع حالاته التي يمر بها الزوج أو الزوجة داخل المجتمع، ونظمت الحقوق الخاصة بكل منهما وفق دوره وقدرته، فكان في عقد النكاح بيان لشرعية زواجهما، وفيه تكفل الزوج ضمنًا بالواجبات المترتبة عليه، كما هو حال الزوجة التي رضيت بحقوقها وتقر بواجباتها تجاه زوجها، ومن ذلك حقه في الطاعة الذي يكون ضمن موافقتها على عقد النكاح الذي يكتب عند إكمال جميع شروط النكاح وأركانه، ويُصدق ذلك العقد في المحاكم الشرعية بشكل رسمي، والحكمة هنا هي بيان لمنزلة الزواج وأهميته، وتأكيد على أن المقاصد التي جاء بها لا تتغير على مر السنوات، فهل تجب دائمًا طاعة الزوجة لزوجها؟ وما حدود ذلك؟ سنجيب عن ذلك في المقال.


لماذا تجب طاعة الزوج؟

تجب طاعة الزوج لأنه الذي يملك القوامة والمسؤولية في البيت، ويظهر ذلك جليًّا في قوله تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ"،[١] فالله عز وجل أعطى الرجل حق القوامة المتمثلة بتحمل المسؤولية، وحق طاعة زوجته له، وهذه القوامة مغلفة بالعديد من المسؤوليات والواجبات التي فرضتها الشريعة الإسلامية على الرجل؛ فهو أحق الناس بالقوامة لأنه المتكفل بأمور الأسرة المالية، وهو المطالب بالنفقة على زوجته، وأيضًا لوجود الفوارق التي وضعها الله عز وجل بين الرجل والمرأة، فالرجل هو الأصلح لقيادة الأسرة وترتيب شؤونها وتنشئتها في المجتمع، لذلك تجب على الزوجة طاعته، كما يجب على الرجل إعطاء زوجته حقوقها، ومن صور الطاعة ألا تدخل بيتًا دون إذنه، أو أن تخرج من بيتها دون علمه، وأن تطيعه فيما يريده من أمور خاصة بين الزوجين، وهذه الطاعة ليست مطلقة، إنما هي مقيدة بحدود الشرع الإسلامي ومقدرة الزوجة كذلك، فلا يجب على المرأة طاعته في شيء محرم يخالف الشرع، أو أن تطيعه في ما لا تطيق تحمله؛ لأن الله عز وجل لا يكلف نفسًا إلا وسعها.[٢][٣]


ما هي واجبات الزوج تجاه زوجته؟

كما أن للرجل حق الطاعة والقوامة على الزوجة، فإن للمرأة أيضًا حقوقًا فرضها الشرع على الزوج، ومن هذه الحقوق ما يأتي:[٤]


1. المهر

وهو المبلغ الذي يؤديه الزوج لزوجته كدلالة على بيان قدر المرأة وتكريمها.

2. النفقة

وهو الحق الثابت للزوجة ما دامت تحت عصمة زوجها، فهو المكلف بالإنفاق والسعي للرزق لا الزوجة، لذلك وجبت عليه النفقة، كما قال عز وجل: "لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا".[٥]


3. العدل وحسن المعاشرة

فيجب عليه أن يعدل بين نسائه إن كانت له أكثر من زوجة، ويجب عليه معاملتها باللين وحسن الكلام، مع الحرص على بناء العلاقة فيما بينها على المودة والرحمة لا على المشاحنة.


المراجع

  1. سورة النساء، آية:34
  2. "حق الزوج على الزوجة "، الألوكة الشرعية . بتصرّف.
  3. "لماذا تطيع المرأة زوجها"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
  4. "معيار طاعة الزوج وحقوق الزوجة على زوجها"، إسلام ويب. بتصرّف.
  5. سورة الطلاق، آية:7