ما هي عدد أيام صيام النذر؟

إذا نوى المسلم صيام أيام معينة

يكون عدد أيام صيام النّذر بحسب ما نَوى المسلم، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)،[١] فمَن نذر أن يصوم عشرة أيامٍ إذا أتمّ الله مراده فعليه أن يصوم عشرة أيام، ومَن نوى أن يصوم شهراً كاملاً لزمه فعل ذلك إذا حصل مقصوده، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، ومَن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ).[٢][٣]


إذا أطلق المسلم نية صيام النذر

إذا نوى المسلم صيام نذرٍ دون تحديد عدد أيامٍ معيّن فيلزمه صيام يومٍ واحدٍ فقط، وهو قول جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة؛ لأنّ الصيام المفرد في الشرع أقلّه يوم يقيناً، ولا يُشترط الزيادة عليه، وذهب الحنفية إلى وجوب صيام ثلاثة أيام؛ لأنّ هذا النّذر نذرٌ مبهم، فيلزم صاحبه كفارة يمين؛ وهي صيام ثلاثة أيام.[٤]


إذا نذر صيام أيام ونسي عددها

مَن نذر صيام أيامٍ ثمّ نسي عدد ما نواه فعليه أن يجتهد في معرفة ذلك العدد ويصومه، فإن لم يستطع صام ما غلب على ظنّه من العدد الذي نواه حتى تبرأ ذمّته.[٥]


هل يُشترط التتابع في صيام النّذر؟

مَن نذر صيام أيامٍ متتابعة وجب عليه أن يصومها بالتّتابع، أمّا إذا أطلق نيّته ولم ينوِ التّتابع؛ كمن نوى صيام عشرة أيامٍ دون أن يُقيّدها بالتتابع؛ فله أن يصومها متفرِّقةً أو متتابعة.[٣]


ومَن نذر صيام شهرٍ معيّن فيلزمه صومه كاملاً، ولا يتمّ ذلك إلا بالتتابع، أمّا من نوى صيام شهرٍ دون تحديده ودون تقييد نيّته بالتتابع؛ فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ المسلم بالخيار؛ إن شاء فرّقه وإن شاء صامه متتابعاً، وذهب الحنابلة إلى وجوب صيامه متتابعاً؛ لأنّ الشهر اسمٌ لأيامٍ متتابعة.[٦]


حكم مَن نذر صيام أيام محدّدة ولم يصمها

مَن نذر صيام أيَّامٍ محدّدة وفاته صيامها بدون عذرٍ وجب عليه قضاء هذه الأيام مع إخراج كفّارة اليمين،[٧] أمّا إذا كان فوات صيام هذه الأيام بسبب عذرٍ شرعيٍّ؛ كالحيض، والنفاس، والمرض، والنسيان؛ فقد تعدّدت آراء الفقهاء في وجوب القضاء أو الكفارة أو كلاهما على النحو الآتي:[٨]

  • المالكية والشافعية: قالوا لا يلزم لمن نوى صيام أيامٍ معيّنة ثمّ فاتته لعذرٍ أن يقضيها، ولا يلزمه كذلك الكفّارة، لأنّ النّذر هنا قد فات بفوات هذه الأيام المحدّدة لعذرٍ معتبرٍ.
  • الحنفية: يلزم على مَن حصل منه ذلك أن يقضي تلك الأيام فقط، فصيام النّذر فرض، وإذا منع أداء الفرض عذرٌ شرعيٌّ وجب فيه عدّة أيامٍ أُخَر، لقول الله -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ).[٩]
  • الحنابلة: قالوا بوجوب القضاء مع دفع كفّارة اليمين.



مواضيع أخرى:

شروط النذر الصحيح

أنواع النذر

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6696، صحيح.
  3. ^ أ ب "نذر صوم عشرة أيام إن نجح في الامتحانات، فهل يلزمه صومها متتابعاً؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2022. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 164، جزء 40. بتصرّف.
  5. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة، صفحة 263، جزء 23. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 166-167، جزء 40. بتصرّف.
  7. "حكم من نذر صيام أيام ونسي عددها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2022. بتصرّف.
  8. "أقوال العلماء فيمن نذرت صوم يوم معين فوافاها الحيض"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/12/2022. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية:185