تُعرف العقيقة لغةً بالقطع، وأصل العقيقة من عقّ؛ أي شقّ أو قطع، والعقيقة هي الذبيحة التي يتمّ ذبحها بمناسبة قدوم المولود، فسمّيت هذه العقيقة بالذبيحة؛ لأنّه يشقّ حلقها، وذهب رأيٌ آخر أنّ العقيقة هو الشعر على رأس المولود، حين خروجه من بطن أمّه،[١] ومشروعية العقيقة ثابتةٌ في السنّة النبويّة؛ فقد عقّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن حفيديه الحسن والحسين حين ولادتهما، وقد قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة: "مع الغلامِ عقيقةٌ، فأهريقوا عنه دمًا، وأَمِيطُوا عنه الأذَى"،[٢] وفي هذا المقال حديثٌ عن شروط وآداب العقيقة.


شروط وآداب العقيقة

شروط العقيقة

وهي الشروط ذاتها التي اشترطتها الشريعة الإسلامية في الأضحية، وتتمثّل هذه الشروط في الآتي:[١]

  1. أن تكون العقيقة خاليةً من العيوب، أو الجرب، أو الكسر، أو العرج، أو النقص.
  2. لا يجوز بيع لحمها، أو صوفها، أو أي شيء منها.
  3. يجب أن تكون العقيقة من بهيمة الأنعام؛ مثل الإبل، والبقر، والضأن، ولا يجوز أن يعقّ الرجل بأقل من ذلك، مثل الدجاجة، أو الأرنب.
  4. يجب في العقيقة إن كانت من الإبل أن يكون عمرها خمس سنواتٍ، أمّا البقر فسنتان، وأمّا المعز فسنة، والضأن نصف سنةٍ.


آداب العقيقة

من السنن والآداب المستحبّة للعقيقة ما يلي:[١]

1- يسنّ في العقيقة أن تذبح في اليوم السابع، أو الرابع عشر، أو الحادي والعشرين من ولادة المولود، ولا حرج إن كانت قبل أو بعد ذلك.

2- يسنّ في العقيقة أن تكون شاتين مكافئتين؛ كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "شاتان مُكافِئتان وعن الجاريةِ شاةٌ".[٣]

3- يستحبّ طبخ العقيقة كاملةً، باختلاف طرق توزيعها


الشخص المكلف بالعقيقة

ذهب الإمام الشافعي أنّ من تجب عليه العقيقة هو الشخص المكلف بالنفقة على المولود، شريطة أن تكون من ماله الخاصّ لا من مال نفقة المولود، فقد قيل إنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قد عقّ عن الحسن والحسين؛ لأنه متكفّلٌ بنفقتهما، أمّا المالكية والحنابلة؛ فذهبوا إلى أنّه لا يجوز لغير الأب القيام بالعقيقة عن ابنه إلّا إن تعذّر ذلك لموته، وأنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- حين عقّ عن حفيديه بدلًا من علي لأنّه -صلّى الله عليه وسلّم- أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ويسنّ للرجل أن يعقّ عن نفسه إن لم يعقّ عنه والده حين ولادته.[١]


كيفية توزيع العقيقة

لا يوجد شرطٌ محدَّدٌ في كيفيّة توزيع العقيقة، فيجوز للرجل التصدّق بها كلّها، ويجوز له أكلها كلّها كذلك، وقد استحبّ بعض أهل العلم تقسيم العقيقة إلى ثلاثة أقسام كما هو حال الأضحية؛ فثلثٌ يتصدّق به، وثلثٌ يطعم منه من يشاء، وثلثٌ لأهل بيته، لأنّ هذه سنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- في الأضحية، ويجوز له أن يأكل النصف من العقيقة، ويتصدق بالنصف كذلك، أو أن يأكل منها ويتصدّق دون تحديد حصّةٍ ثابتةٍ من العقيقة.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "أحكام العقيقة"، إسلام ويب. بتصرّف.
  2. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن سلمان بن عامر الضبي، الصفحة أو الرقم:5877، صحيح.
  3. رواه ابن القيسراني ، في ذخيرة الحفاظ، عن أم كرز الخزاعية الكعبية ، الصفحة أو الرقم:1495، صحيح.
  4. "كيف توزع العقيقة"، إسلام ويب. بتصرّف.