تعريف الوقار


الوقار في اللغة

الوقار في اللغة مصدر من وقر، وهو يدل على الثقل في الشيء، ففيه معنى العظمة والتبجيل والتعظيم، فيقال وقّر الرجل؛ أي بجّله وعظّمه، ومنه قول الله -تعالى-: (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ)،[١][٢] ويدل أيضاً على السكون والهدوء والثبات،[٣] ففيه معنى السكينة والحلم والرزانة، فيقال وقَر الرجل إذا ثبت، ومنه قول الله- -تعالى-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ).[٤][٥]


الوقار في الاصطلاح

الوقار في الاصطلاح يقصد به اتصاف العبد بالسكينة والهدوء، والحلم والرزانة، والتأني والثبات، حيث يكون قليل الغضب والانفعال، مبتعداً عن فضول الكلام واللغو، ممتنعاً عن كثرة الحركة والعبث، متحفّظاً من التسرّع والعجلة، وكل من يراه يحترمه ويعظّمه، فيكون هيّناً ليّناً، متواضعاً مطمئناً، لا مستكبراً ولا مغروراً، فلا يتعالى ولا يتقوّى على غيره، متصفاً بالهيئة الحسنة؛ التي كلها وقار وسكينة.[٦][٥]


وتعد صفة الوقار من الصفات الحسنة التي ينبغي للمسلم أن يتصف بها؛ إذ هي من صفات الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، حيث جاء في الحديث الشريف المروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بطريق حسن: (إن الهَدْيَ الصالحَ ، والسَمْتَ الصالحَ ، والاقتصادَ جزءٌ مِن خمسةِ وعشرين جزءًا مِن النُّبُوَّةِ)،[٧] فالسمت الصالح: الهيئة الحسنة المليئة بالوقار والرزانة، التي هي من صفات الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.[٨][٩]


والوقار صفة أولياء الله الصالحين وعباده المؤمنين، حيث امتدحهم الله في كتابه بهذه الصفة، فقال: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا)،[١٠] فهم يمشون بسكينةٍ ووقارٍ وتواضعٍ، من غير استكبار، ويقولون قولاً سليماً من العيوب، يسلمون به من شرّ وأذى الجاهلين إن خاطبوهم، دون أن يسبّب لهم الإثم.[١١][١٢]


علامات الوقار

إن لصفة الوقار علامات تدل عليه، بيان أبرزها كما يلي:[٨][١٣]

  • توقير الله -عزّ وجلّ- وتعظيمه؛ فالمسلم المتصف بالوقار هو الذي يعرف عظمة الله، ويقف عند حدوده ويلتزم أوامره، ويوحّده ويشكره، فيعظّم الله ويوقّره.[١٤]
  • السكينة والتأني؛ فالمسلم المتصف بالوقار يتميّز بالسكينة في قلبه، فتخشع جوارحه وتطمئن نفسه، فتصرفاته تكون بهدوء وتأنٍ من غير عجلة وتسرع.
  • البعد عن الغضب؛ فالمسلم المتصف بالوقار يكون حليماً قليل الغضب، بعيداً عن الطيش والتسرع، إذ هو منافٍ للوقار.
  • التقرب إلى الله بفعل الطاعة وترك المعصية؛ فلمسلم المتصف بالوقار يقبل على الله بفعل الطاعات وترك المحرمات، لكسب محبته ورضاه.
  • الهيبة والعزة؛ فالوقار يمنح المسلم الهيبة والبهاء، ويكسبه السمت الصالح والهيئة الحسنة، فيكون عزيزاً مهيباً بين الناس.
  • كسب قلوب الآخرين؛ فمن يتصف بصفة الوقار يكسب حبّ الناس واحترامهم.
  • الحياء؛ حيث إن صفة الحياء تحمل صاحبها على التحلّي بصفة الوقار، حيث إنه لا يفعل ما لا يليق بوقاره وحيائه ويخّل بمروءته، فلا يؤذي أحداً ويوقّر غيره ويحترمه.
  • قلة الكلام والضحك؛ فالوقار يحمل صاحبه على ترك فضول الكلام، والتزام الصمت وقلة الكلام إلا فيما يعنيه وما هو ضروري، وكذلك يحمله على قلة الضحك، بحيث لا يفتح فمه أو يقهقه عند ضحكه، بل يكون ضحكه تبسماً.



مواضيع أخرى:

شرح عن المروءة

شرح درجات الحياء


المراجع

  1. سورة الفتح، آية:9
  2. "معنى الوَقَار لغةً واصطلاحًا"، الدرر السنية موسوعة الأخلاق ، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
  3. أبو هلال العسكري، معجم الفروق اللغوية، صفحة 575. بتصرّف.
  4. سورة سورة الأحزاب، آية:33
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 3669. بتصرّف.
  6. ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، صفحة 89. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4776، حسن.
  8. ^ أ ب "الوقار"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
  9. "ثانيًا: التَّرغيب في الوَقَار في السُّنَّة النَّبويَّة"، الدرر السنية موسوعة الأخلاق، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2022. بتصرّف.
  10. سورة الفرقان، آية:63
  11. أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 2. بتصرّف.
  12. ابن علان، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، صفحة 175. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 3674. بتصرّف.
  14. ابن القيم، الفوائد، صفحة 273. بتصرّف.