ما هي الوديعة؟

الودع في اللغة هو الترك، والوديعة هي الشيء الذي يوضع عند غير صاحبه بهدف الحفظ، فيقال أودعته مالاً أي دفعته إليه ليكون وديعة عنده، وهي في الشرع يطلق الفقهاء عليها أنها العقد المقتضي للحفظ، وهو الإيداع، وكذلك تطلق ويُراد بها الشيء المودوع؛ أي العين المودعة،[١] فهي المال المدفوع إلى من يحفظه بلا عوضٍ كأن يودع عند غيره ساعة، أو سيارة، أو نقوداً، وهي العقد الذي يقوم على حفظ المال، ويسمى عقد الوديعة أو الإيداع،[٢] جاء في كتاب الإقناع في فقه الإمام أحمد: "الوديعة اسم للمال المودع، والإيداع توكيل في حفظه تبرعاً"،[٣] ويسمى صاحب الوديعة المودِع، وحافظ الوديعة المودَع، والشيء المودع الوديعة.[٤]


مشروعية الوديعة

الوديعة والإيداع مشروع ومندوب إليه، فقد ثبتت مشروعيتها في القرآن الكريم والسنة النبوية، ونقل الإجماع جوازها، قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا)،[٥] وقوله أيضاً: (فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ)،[٦] فقد أمر الله -عز وجلّ- التعاون على الخير والمساعدة، ومن ذلك الإيداع وقبول الوديعة، كما أمر بتأدية الأمانات إلى أهلها، والوديعة تندرج تحت الأمانات.[٧][٨]


وجاء في السنة النبوية قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أدِّ الأمانةَ إلى منِ ائتمنكَ ، ولا تخنْ من خانكَ)،[٩] وما عنه -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر من مكة أمر علياً أن يبقى فيها حتى يؤدي عنه الودائع التي كانت عنده للناس، وأجمع العلماء في كل الأزمنة على جواز الوديعة؛ لأن بالناس حاجةً بل ضرورة إليها، وأما عقد الوديعة فهو عقد جائز، للأدلة السابقة، ولكل واحد من العاقدين فسخ الإيداع متى شاء.[١٠]


حكم قبول الوديعة

يستحب قبول الوديعة لمن علم من نفسه أنه ثقة قادر على حفظها؛ لِما فيها من التعاون على البر والتقوى، وحصول الأجر والثواب في حفظها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ)،[١١] أما إن كان يعلم في نفسه عدم القدرة على حفظها، فيكره له قبولها، والوديعة أمانة عند المودع يجب ردها عندما يطلبها صاحبها، وإن ردّها المودَع لزم صاحبها قبولها، ويجب على المودع حفظها في حرز مثلها كما يحفظ ماله.[١٢]


الحكمة من مشروعية الوديعة

شرعت الوديعة من باب التيسير على المسلمين، وتحقيق مصلحتهم، ودفع الحرج عنهم، فقد تطرأ على الإنسان أحوال يكون فيها غير قادر على حفظ ماله، إما لفقد المكان، أو لعدم الإمكان لعجز، أو لمرضٍ، أو خوفٍ، أو لسفر، ونحوه، ولدى غيره القدرة على حفظ ماله، فيكون في حاجة شديدة للاستعانة به، لحفظ ماله وصيانته.[١٣]


شرعت الوديعة من باب التيسير على المسلمين، وتحقيق مصلحتهم، ودفع الحرج عنهم، فقد تطرأ على الإنسان أحوال يكون فيها غير قادر على حفظ ماله، إما لفقد المكان، أو لعدم الإمكان لعجز، أو لمرضٍ، أو خوفٍ، أو لسفر، ونحوه، ولدى غيره القدرة على حفظ ماله، فيكون في حاجة شديدة للاستعانة به، لحفظ ماله وصيانته.[١٣]


المراجع

  1. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 4016. بتصرّف.
  2. محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 548. بتصرّف.
  3. "الوديعة في الإسلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2022. بتصرّف.
  4. محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 549. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية:58
  6. سورة البقرة، آية:283
  7. مجموعة من المؤلفين، فقه المعاملات، صفحة 941. بتصرّف.
  8. سيد سابق، فقه السنة، صفحة 245. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن يوسف بن ماهك المكي، الصفحة أو الرقم:3534، صحيح.
  10. دبيان الدبيان، المعاملات المالية أصالة ومعاصرة، صفحة 47. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699 ، صحيح.
  12. "أحكام الوديعة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2022. بتصرّف.
  13. ^ أ ب "الوديعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2022. بتصرّف.