المسجد هو مكان عبادة مقدس عند المسلمين، وإن كل مسجد بيت من بيوت الله، ولمّا كانت للمسجد تلك المكانة والقدر، كان لزامًا وجود مجموعة من الآداب التي يجب أن يلتزم بها المسلم الداخل إلى المسجد، وقبل أن يلتزم بها لا بد من الاطلاع عليها، فكيف يلتزم أحد بأدب ما لم يلمّ بكل جوانبه وحيثياته، لذلك سنعرض في هذا المقال أهم الآداب التي يجب الالتزام بها في المساجد.


1. التزين ولبس الجميل من الثياب

وقد قال الله عز وجل في محكم تنزيله: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" [١]، ومن المعروف أن كل أمر في القرآن يفيد الوجوب، وعليه فإن التزين للمساجد واجب، ويقصد به الحرص على النظافة الشخصية وارتداء أجمل الثياب المتوفرة، مع التطيب والتعطر، ومن الجدير بالذكر أن أغلب الناس يغفلون عن هذا الأدب، فتراهم يدخلون المساجد بثياب النوم، بينما يرتدون أجمل الملابس خارج المساجد، وينبغي التذكير بأهمية التجمل والتزين في الثياب والتي غفل عنها أغلب الناس ولم يتعاملوا معها كأدب من آداب دخول المساجد. [٢]


2. عدم أكل الثوم والبصل قبل الحضور إلى المسجد

وذلك لأن رائحتهما قوية وتؤذي المصلين وتنفرهم من بيوت الله، وقد ورد في ذلك نهي واضح في قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن أكَلَ ثُومًا أوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا" [٣]، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لولا أنْ أَشُقَّ على أُمَّتي لأمرتُهم بالسواكِ عند كلِّ صلاةٍ كما يتوضَّؤونَ" [٤]، وفي ذلك إشارة إلى أهمية أن يكون فم المصلي نظيفًا ولا تنبعث منه أي روائح، فمن كان يحب الصلاة في المسجد ولا يمكنه الاستغناء عنها يجب أن يتجنب ما له رائحة من الطعام. [٥]


3. التبكير إلى المساجد

من آداب الحضور إلى المساجد التبكير في الذهاب إليها وانتظار الإقامة في المسجد، وقد قال في ذلك صلى الله عليه وسلم: "لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاسْتَهَمُوا" [٦]، وفي ذلك دلالة على فضل التبكير في الذهاب إلى المسجد للحاق الخير كله دون أن يضطر المسلم إلى اللحاق بالإمام بصلاة المسبوق. [٥][٧]


4. السكينة في المشي إلى الصلاة

وذلك لأن المشي بسرعة للحاق بالإمام يمنع المصلي من الخشوع في الصلاة، وقد قال الحارث بن ربعي: "بيْنَما نَحْنُ نُصَلِّي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: ما شَأْنُكُمْ؟ قالوا: اسْتَعْجَلْنَا إلى الصَّلَاةِ؟ قَالَ: فلا تَفْعَلُوا إذَا أتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعلَيْكُم بالسَّكِينَةِ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وما فَاتَكُمْ فأتِمُّوا" [٨]، إذ إن المشي بسكينة وخشوع إلى الصلاة أدعى إلى تحقق الخشوع في الصلاة، كما أنه يحفظ على المصلين في المسجد خشوعهم، إذ يمكن أن يتأذوا من جلبة المستعجلين. [٥]


5. تحية المسجد

يستحب أن يصلي الداخل إلى المسجد ركعتين تحية المسجد قبل البدء بالفريضة أو بغيرها من النوافل، وقد قال صلى الله عليه وسلم في ذلك: "إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يَجْلِسَ" [٩]، ولا تعد هذه الركعتان واجبة بل هي سنة مؤكدة. [٥]


المراجع

  1. سورة الأعراف، آية:31
  2. "من آداب المساجد"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:5452.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن زينب أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:207.
  5. ^ أ ب ت ث "آداب حضور المساجد"، طريق الإسلام. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:67.
  7. "(1) آداب المساجد"، موقع الشيخ محمد صالح المنجد . بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:635.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:444.