يعرف التواصل بأنه تبادل الحديث أو المعلومات، أي إنه عملية اتصال متبادلة بغض النظر عن نوع الاتصال الحاصل، وإن الحديث عن آداب التواصل يشمل الكثير من الآداب العامة التي بينتها التعاليم الإسلامية؛ مثل آداب الحديث والحوار، وآداب الاستماع، وإن وجود آداب محددة للتواصل يساعد في أن تكون حياة المسلم أكثر رقيًّا، كما أنها تحميه من الأذى الذي قد يتسبب به عدم الالتزام بأي أدب للتواصل، ولإيضاح أكبر سنعرض أهم آداب التواصل في هذا المقال.


1. الاحترام

إن أي حوار أو تواصل يفتقر للاحترام لا يعد تواصلًا حقيقيًّا، بل فيه إهانة واستعلاء طرف على الآخر، لذلك فإن الاحترام هو أهم أدب وركيزة يجب أن تتوفر لحدوث تواصل حقيقي، ولنا أن نتخيل أبسط عملية تواصل كيف ستكون دون احترام، كأن يشتري أحدنا حاجياته من بائع لا يحترمه، أو أن يتحاور مع شخص لا يحترم رأيه أو شخصه، ومن الضروري الإشارة إلى أن اختلاف الرأي ووجهات النظر، أو أي اختلاف بين طرفين في أي عملية تواصل لا يعطي أحدهما الحق بالتقليل من احترام الآخر، فالاحترام أساس بغض النظر عن طبيعة عملية التواصل. [١]


2. التواضع

لتكون عملية التواصل والتفاعل نافعة وتؤدي الغرض والقصد منها لا بد من التواضع؛ لأنه يعطي القيمة الحقيقية لكل شيء دون زيادة أو نقصان، ويمكننا أن نتخيل كيف أن حضور مناسبة فيها شخص مغرور أمر ثقيل على الجميع؛ وذلك لأن التواصل معه سيكون مليئًا بالحذر والقلق والنفور، تحسبًا لأي ردة فعل سيئة قد يبديها، وعليه فإن التواضع يعد أدبًا أساسيًّا في التواصل ويجب الانتباه إلى تحققه وتوفره، وقد قال صلى الله عليه وسلم في التواضع والترغيب به: "مَنْ تواضعَ للهِ رفَعَهُ اللهُ". [٢][١]


3. مراعاة الطرف الآخر

ويشمل ذلك مراعاة حالته النفسية وظروفه الاجتماعية ورتبته العلمية؛ إذ إن لكل ذلك أثر في حياة الإنسان، فالإنسان في حالة الحزن لا يكون كما هو في حالة الفرح، ولا يكون في الراحة كما يكون في ضيق العيش، ولا يكون في الجهل كما يكون في العلم، فلكل مقام مقال تجب مراعاته ليتحول التواصل بما يقتضيه حال الطرف الآخر وبما يضمن إنزال كل شخص في منزلته ومراعاة مشاعر الآخرين وحمايتها من الأذى. [٣]


4. حسن الاستماع

كما ذكرنا في مقدمة المقال فإن عملية التواصل تبادلية، وهذا يقتضي وجود متحدث ومستمع يتبادلان المعلومات أيًّا كان نوعها، وإن التزام أحد بدور المتحدث طوال عملية التواصل يخل بالعملية، كما أنه أمر غير لائق، لأن الشخص المستمع سيشعر بأن المتحدث لا يقدره وبأنه لا قيمة له، كما أن عدم الاستماع الجيد للمتحدث فيه سوء أدب معه، لأنه أيضًا يشعره بعدم أهميته أو أهمية ما يقوله، لذلك من الضروري على كل الأطراف في عملية التواصل أن تحسن الاستماع لتتمكن من إحسان الرد والتحدث في الوقت المناسب. [٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "آداب الحوار"، طريق الإسلام. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6162.
  3. "أدب الحوار"، صيد الفوائد. بتصرّف.
  4. "آداب في الحوار"، طريق الإسلام. بتصرّف.