ما معنى الإحسان؟

ما معنى الإحسان؟

الإحسان في اللغة

الإحسان مصدر من الفعل أحسن؛ أي جاء بفعل حسن، ويقال حسّنتُ الشيء تحسيناً أي زيّنته وأحسنت به وإليه، والإحسان ضد الإساءة، والحسنة ضد السيئة، ويأتي الإحسان في اللغة بمعنييْن: إجادة الشيء وإتقانه، وإيصال النفع للغير.^[١][٢]

الإحسان في الشرع

الإحسان هو أعلى مراتب الدين وأعظمها، فهو مقامٌ عظيمٌ، وخلقٌ جميلٌ، ويأتي معنى الإحسان في الإسلام على نوعيْن؛ الأول يتعلق في عبادة الله، والثاني يتعلق في حقوق الخلق، وآتياً بيانهما:^[٣]

• الإحسان في عبادة الله: ويقصد به إخلاص العبادة لله-عزّ وجلّ-، مع دوام استشعار مراقبة ومشاهدة الله في السرّ والعلن، والتيقّن أنه مطّلع علينا في جميع أحواله، فيُحسِن المسلم فعل الطاعة باستكمال شروطها وأركانها، وآدابها وسننها، ويقوم بأداء حقوق الله -تعالى- على أكمل وجه، فيحافظ على الفرائض والنوافل، ويجتنب المحرّمات والمكروهات، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن معنى الإحسان في سؤال جبريل -عليه السلام- له: (قالَ: ما الإحْسَانُ؟ قالَ: أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)،^[٤] فهو بذلك يكون على مرتبتيْن:^[٥]
• مرتبة المشاهدة: أي أن يعبد العبد ربه كأنه يشاهد الله، فيكون مستحضراً لهذا المقام الجليل، وذلك لكمال يقينه وإيمانه بالله.
• مرتبة المراقبة: أي أن يعبد العبد ربه مستحضراً أن الله مطلع عليه يراقبه، حيث إنه إن عجز العبد عن مرتبة المشاهدة، انتقل إلى هذه المرتبة.
• الإحسان في حقوق الخلق: ويتمثل ذلك في بذل الخير والنفع للخلق، ومراعاة حقوقهم، وتقديم المعروف إليهم، والسعي في مصالحهم، والتعامل معهم بأحسن الأخلاق، وإعانتهم في تفريج كربهم، وإغاثتهم، وتقديم النصح إليهم، وغير ذلك من أخلاق الإسلام الحسنة وآدابه العظيمة.^[٦]

أنواع وصور الإحسان

إن للإحسان صورٌ وأنواعٌ، بيان أهمها كما يلي:^[٧]

• الإحسان في عبادة الله؛ وقد تم بيانه، بإتيان العبادة والطاعة تامةً كاملةً بإتقانٍ وإخلاصٍ كما أمر الله بها، وكما بينها رسول الله، وهو أهم ما يجب على المسلم إتقانه.
• الإحسان إلى الوالدين؛ بأداء حقوقهما على أكمل وجه، والقيام ببرّهما، وطاعتهما بالمعروف، وكف الأذى والإساءة عنهم، والدعاء والاستغفار لهم، قال -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا).^[٨]
• الإحسان في التعامل مع الآخرين؛ كصلة الأرحام وببرّهم، واحترام الجار وكفّ الأذى عنهم، ونُصح الصحبة والأخذ بهم لكل خير، والمحافظة على أموال اليتامى ورعايتهم، وإطعام المسكين والفقير، وسد حاجتهم، ومساعدة المحتاج وإدخال السرور إليه، ونحوه.
• الإحسان في القول؛ بأن يكون كلامه طيباً حسناً، مجتنباً القول السيء القبيح، قال -تعالى-: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،^[٩] ومن ذلك الإحسان في الدعوة والحوار والجدال، قال -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).^[١٠]
• الإحسان في العمل؛ وذلك أن يؤدي العمل بإخلاصٍ وإتقانٍ، سواء كان في أمور الدين أو أمور الحياة الدنيوية، فيقوم بواجبه العملي الذي وُكّل، ويتحمل المسؤولية، ويُحسن إنجازه، ويحقّق الفائدة والنفع، ويجتنب الوقوع في الأخطاء، فيكون على قدرٍ من الكفاءة والإتقان، دون استهانةٍ أو تقصيرٍ، مبتعداً عن الغش والخداع.
• الإحسان إلى من أساء؛ وهو من أجلّ أنواع الإحسان، بأن يحسن المسلم إلى من أساء إليه، ومقابلة إساءته بالإحسان إليه، كمن يعفو عمن يظلمه، ويصل من يقطعه ويهجره، قال -تعالى-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).^[١١]
• الإحسان إلى الحيوان؛ وذلك بالرفق معه، وعدم إيذائه، ومن ذلك أمر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بحدّ الشفرة عند إرادة ذبح الذبيحة، فقال: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).^[١٢]

مواضيع أخرى:

ما معنى مودة ورحمة؟

معنى المروءة