صفات الداعية إلى الله

إن الدعوة إلى الله -تعالى- من أعظم الأعمال وأشرفها، إذ هي من أفضل مقامات العبودية، ووظيفة الأنبياء والرسل؛ فينبغي للداعية إلى الله أن يتمتع بعدّة صفاتٍ حميدةٍ، وخصالٍ حسنةٍ، ليؤدي مهمته على أكمل وجه، فيرضي الله -عزّ وجلّ-، ويقبل الناس دعوته، ويسمعون ما يقوله، ومن أهم الصفات التي ينبغي أن يتصف بها ما يلي:


التقوى والاستقامة

ينبغي على الداعية أن يكون من أهل الإيمان والاستقامة، يتقي الله -عزّ وجلّ- ويخشاه، بالتزامه أوامر الله -تعالى- ونواهيه، فيفعل المأمورات ويجتنب المنهيات، فتكون صلته بالله قويةٌ، وطاعته له دائمةٌ، وثقته به كاملةٌ، مذعنٌ لأوامر الله ومشيئته، يحتكم ويرجع إليه في كل شيء، فيسير في دعوته على نهجٍ واضحٍ ويقينٍ ثابتٍ.[١][٢]


الإخلاص والصدق

ينبغي على الداعية أن يكون صادقاً ومخلصاً في دعوته؛ إذ إن الدعوة إلى الله -تعالى- عبادة يتعبّد بها الداعية؛ ولا بد لقبول العبادات من نية يخلص بها وجه الله، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)،[٣] وذلك بأن يقصد الداعية في دعوته رضا الله والفوز في اليوم الآخر، حيث لا يكون مقصده غرضاً دنيوياً؛ كالسمعة والشهرة، أو الجاه والمنصب، أو الثناء والشكر، ونحو ذلك.[٤]


العلم والمعرفة

ينبغي على الداعية أن يتسلّح بسلاح العلم والمعرفة؛ حيث إن الدعوة إلى الله تحتاج إلى تعلّم الدين الشرعي والتفقّه بأحكامه، والاعتناء بعلوم الشريعة بأنواعها؛ فيجب على الداعية أن يكون على بيّنة في دعوته؛ عارفاً وعالماً بما يدعو إليه، بحيث تكون دعوته إلى الله على بصيرة ونور،[٥][٦] قال الله -تعالى-: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ).[٧]


مطابقة القول للعمل

ينبغي للداعية أن يكون قدوة عملية لغيره؛ فيكون أسوة حسنة فيما يدعو إليه من القول والعمل، فعندما يطبّق الداعية ما يقوله ويدعو إليه، ويوافق عمله قوله، تنجح دعوته، ويُقبل قوله، ويُقتدى بفعله، ويُنتفع بدعوته وعلمه، وبهذا يكون تأثير دعوته أكثر وقعاً في قلوب المدعوين.[٨]


استخدام الأسلوب المفيد المؤثر

ينبغي للداعية أن يكون أسلوبه في الدعوة مفيداً ومؤثراً؛ بحيث يقبله الناس ويستجيبون له، فيدعو بحكمةٍ وقولٍ ووعدٍ حسنٍ، ولينٍ ورفقٍ، وترغيبٍ، فيستخدم الموعظة الحسنة، والتذكير بأهمية التقرب إلى الله، والأجور العظيمة والثواب الجزيل على الأعمال الصالحة، ونحوه، قال -تعالى-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،[٩][٨] فيبتعد في دعوته عن الحدة والفظاظة، والقسوة والغلظة، والتوبيخ والشتم، قال -تعالى-: (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ).[١٠][١١]


الخلق الحسن والمظهر الحسن

ينبغي للداعية أن يكون متصفاً بمكارم الأخلاق الحسنة، فيكون رحيماً بالمدعوين؛ يرأف بهم ويتلطف في التعامل معهم، حليماً رزيناً؛ يعفو عنهم ويصفح عن إساءتهم، صابراً ثابتاً؛ يتحّمل مشاق الدعوة، متواضعاً غير متكبّر، شجاعاً لا يخاف، وغير ذلك من الصفات الكريمة،[١٢]وينبغي على الداعية أيضاً أن يعتني بمظهره ولباسه؛ فيكون حسن الهيئة، جميل المظهر، نظيف الثياب، لائقاً بالإسلام والمسلمين.[٨]



مواضيع أخرى:

من صفات أهل الشورى

صفات ورثة الفردوس


المراجع

  1. صالح بن حميد، دروس للشيخ صالح بن حميد، صفحة 8. بتصرّف.
  2. "صفات الدعاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2022. بتصرّف.
  3. سورة البينة، آية:5
  4. "صفات الداعية للشيخ : سلمان العودة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2022. بتصرّف.
  5. "الصفات الواجب توافرها في الداعية"، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2022. بتصرّف.
  6. محمد الحسن الددو الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 20. بتصرّف.
  7. سورة يوسف، آية:108
  8. ^ أ ب ت "صفات الداعية "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 9/10/2022. بتصرّف.
  9. سورة النحل، آية:125
  10. سورة آل عمران، آية:159
  11. صالح بن حميد، دروس للشيخ صالح بن حميد، صفحة 13. بتصرّف.
  12. سعيد بن وهف القحطاني، مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 333. بتصرّف.